ملاحظة : يجب التسجيل اولا قبل اضافة موضوع أو الرد للتسجيل, اضغط هنا التسجيل مجانا بالمنتديات
عرض الموضوع
عفروتة شبيك
Posted - 29/07/2020 : 20:42:22
رحل محمد مشالي طبيب الغلابة كما كان يحب ان يطلق عليه ،وهو المتخصص في امراض الحميات والأوبئة والامراض المعدية والمتوطنة ، والتي تعرف بأنها أكثر جوانب الرعاية الصحية أهمية للفقراء. رحل هذا الطبيب الانسان وترك لنا درسا مهما في الحياة ، أننا نستطيع ان نحيا نأكل ونشرب ونتزوج وننجب ونموت دون ان نختلف عن الحيوانات ، وان ما يميز الإنسان تخصيص جانب من حياته عطاء ودفاعا عن قضية اجتماعية وانسانية . بقاء المجتمعات مرهون بوجود هذا النموذج في العطاء الانساني الفياض في صمت ودون ضجيج او ادعاء أو متاجرة، وهو بالتأكيد عطاء له مقابل يتمثل في االشعور بالسعادة مع كل محاولة لتخفيف الالم وتمكين المحرومين من الحق في الحياة . وأكثر ما يلفت النظر في قصة هذا الطبيب النبيل ، كما نقلت لنا ، أنه طبيب متواضع وزاهد في مهنة نخبوية يتطلع إليها كل من يريد التميز الاجتماعي ، بالإضافة الي البعد الإنساني الذي آمن به في دعم الفقراء ، ولم يكن موقفه توظيفا لأي ملمح ديني في العمل الخيري، خاصة وأن أغلب دعاوي مساندة الفقراء كانت وماتزال تعمل من منطلق ديني بعضه يبتغي فقط مرضاة الله وكثير منه لأغراض سياسية ذات طابع ديني في السيطرة علي صندوق الانتخابات . ولم يستخدم الرجل أي مفردات سياسية وطنية في رسالته ،انه فقط يستهدف الفقراء بالدعم من منظور انساني بغض النظر عن الوانهم وانتماءاتهم الاجتماعية والدينية .وحين أراد هذا الرجل أن يضرب مثلا بقدوته كان طه حسين الذي كتب عن المعذبون في الأرض،. إن قصة هذا الرجل ينبغي أن تدرس ويعيها العلمانيون قبل المتدينين ، ويستخلصو منها دروسا مستفادة بأن يكفو عن الوصاية والتحدث باسم الناس والصالح العام طالما أنهم لم يقدمو القدوة والمثل المنزه عن أي غرض في المسئولية الاجتماعية. لقد رحل هذا الانسان العظيم في وقت يئن فيه الفقراء من مذلة المرض اكثر من أي وقت مضي ، ويكفي لهذا الرجل ان يبقي ملهما وقدوة لنا متوجا علي عرش القلوب لا ان يتم ابتذاله بتكريمات تتاجر باسمه وقصته