يرفض الصعايدة قبول الدية عوضًا عن الثأر ويعتبرون ذلك عارًا، وهى عادة قديمة يحمل فيها المطالب بالدم ثوبًا من القماش على هيئة "الكفن"، ويذهب إلى منازل أصحاب الدم، ويقدم لهم الكفن ويتم نحر الذبائح إعلانًا عن نهاية الخصومة وسقوط الثأر.

ويستهدف فى جرائم الثأر القاتل باعتباره المسئول عن اندلاع الخصومة، ولكن فى بعض الأحيان تحرص بعض العائلات على قتل من يوازى فى أهميته وعمره رجلها المقتول، فإذا كان المقتول أحد كبار العائلة تم قتل من يساويه مقامًا فى العائلة الأخرى، وإذا كان القتيل شابًا يتم اختيار أحد شباب الخصوم، وفى كل الأحوال يتم الحرص على أن تقتصر دائرة الثأر على القاتل أو الدائرة الضيقة من أقاربه.

وتكشف اعترافات المتهمين بقتل شاب بمنطقة منشأة ناصر، بسبب الثأر، بوضوح عن الوجه القبيح لهذه السلوك الإجرامى، الذى يخالف القانون ويدفع بالمجتمع إلى شريعة الغاب.

وقال المتهمان، فى أقوالهما أمام النيابة، إنهما يفخران بارتكابهما الجريمة، بقتل أحد أفراد عائلة "شكمان" ثأرًا لشقيقهم الذى قتله والد المجنى عليه وشقيقه منذ حوالى ثلاثة أشهر.

وأضاف المتهمان فى اعترافاتهما، أنه بيتوا النية على قتل المجنى عليه، بعد أن قاما ببيع ميراث أحدهما لشراء السلاح اللازم، نظرًا لارتفاع أسعار الأسلحة، مؤكدين أن شرف الثأر لديهما أهم من أموالهما ومستقبل أبنائهما.

وأقر المتهمان فى تحقيقات النيابة بعدم ندمهم على ارتكاب الجريمة، لأنهما الآن يستطيعان رفع رأس عائلتهما.

وفى السياق ذاته قرر أحمد لبيب رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة، إشراف المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة، حبس شخصين 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بقتل شاب بمنطقة منشاة ناصر .

ووجهت لهم النيابة عددًا من التهم؛ ومنها القتل العمد مع سبق الأصرار والترصد، وحيازة سلاح آلى لا يجوز ترخيصه، كما أمرت النيابة بتشريح جثة المجنى عليه لتحديد سبب الوفاة، وكلف الأجهزة الأمنية بالقاهرة بسرعة التحريات حول الواقعة.

وانتقل أحمد خالد وكيل نيابة حوادث غرب القاهرة لمناظرة الجثة، وتبين إصابتها بمقذوف نارى بالصدر فتحة دخول، دون خروج، كما قامت النيابة بعمل معاينة مسرح الجريمة.