( 2 )
كانت لأبى كلمته المسموعة فى العائلة بعد جدى وجدى أيضاً كان يمنحه حق الكلام ولجدى حرية القرار . لم يكن أبى يخاطب جدى إلا بيا والدى , أمرك يا والدى .. تؤمر والدى , مسافة الطريق والدى ولم يكن يجلس فى حضرته إلا على الأرض كان يجل جدى كثيراً وكان جدى يستحق . أنجب أبى أربع أولاد وكان منه أول حفيد لجدى وعن تلك الفرحة كان دوماً جدى الحبيب يحكى مبتسماً : _ أتصل بى قائلاً زوجتى بتولد ونحن الأن فى الطريق للمستشفى فلم أستطيع إلا أن أهرول لأوقظ السواق صائحاً به اصحى يا محمد حفيدى قادم حفيد عائلة ال ... ( لنسميها عائلة الباشا ) حفيد عائلة الباشا و سليلها ويقول ظللت أدعوا الله أن يكون صبى رغم أنى احب البنات لكن تمنيت البكرى لأبنى يكون ولد ليصير دراعه اليمين ويشيل معاه . وانتظرت فى ساحة الاستقبال بقسم الولادة ومعى أولادى جميعاً ننتظر البشرى حتى جاءت البشرى فحمدت الله الذى اعطانى الولد ثم رأيته بعد دقائق كانت طويلة كأشهر بالنسبالى ثم نادونى لأأذن فى أذنه وأسميه وما أن أمسكته حتى شعرت وكأننى أحمل أباه وليد وسميته بنفس الحرف الأول لأسم أبيه وصار قرة عينى ومهما أعطانى الله من أحفاد يظل هو الأغلى . وبعد أن أنجب أبى الثلاثة أولاد قرر الأنتقال من بيت العائلة لعمارة أخرى فى حى أخر لا يقل رقياً ولكن بمساحة اكبر وخصوصية اكبر فقد رأى أنه يوسع على أولاده وايضاً يأخذ لكل ولد منهم شقة بأسمه . وظلت شقة أبى فى عمارة العائلة فارغة يرفض بيعها أو اعطاءها لفرد أخر من العائلة أو حتى فتحها فقط كان يفتحها ليجلس فى شرفتها يمتع عينه وروحه بأطلالة البحر البديعة من شرفتها وتركه جدى على راحته فى هذا الأمر . سارت الحياة بأبى كما رتبها جدى و تولى عنه ادارة كافة الأعمال وترك له حرية توزيع الأعمال ويكتفى جدى بالأشراف والأدارة فى أوقات سفر أبى تبعاً لعمله . إلى أن جاءه ابى يوماً ليخبر جدى بأنه سيتزوج نعم كما قرأتوا سيتزوج لتثور ثائرة جدى ليتمرد أبى للمرة الأولى فى حياته ليثور جدى أكثر وأكثر وأكثر ويهدد أبى ويتوعده ليرد ابى بغضب على والده فيكون رد جدى صفعة مدوية على وجه أبى وكأن تلك الصفعة كانت الشعرة التى دفعت أبى للتحدى وفجأة تتحول تلك العائلة الهادئة السائرة على درب من النظام لكتلة من النار ويسحب جدى من أبى كل الأمتيازات الأدارة حق التوقيع وحق الكلام وكان لجدتى الدور الأكبر فى اشعال النار فزوجة أبى هى ابنه شقيقتها وبمكانة أبنتها وايضاً هناك أحفادها فعادت أبنها وساهمت فى عزلته من العائلة . أستمر هذا الوضع كما قالوا عدة أشهر ... كان جدى بدأ يحن ويصعد لأبنه فى شقته بعمارة العائلة ويتحادث معه لكنه لم يعيد له أمتيازاته أبداً ... وفجأة أختفى ابى ( ولا يعلم أحد أكان بعلم جدى أم لا ) لكنهم كانوا من فترة للأخرى يتهمونه بأنه كان على علم بغياب ابنه وسببه . وحقيقى لا أستطيع لومهم فبمعرفتى بأبى فهو ماكان ليكسر جدى أبداً و يسافر ليتزوج دون إذنه . نعم تزوج ابى ... تزوج بغير مصرية بالأجنبية كما كانوا يلقبونها بأمــى |