على الرغم من التزام فرنسا في الأسلوب الديمقراطي في الحكم من حيث المبدأ والتطبيق إلا أنها لا زالت تمثل النمط المركزي التقليدي في إدارة التعليم وتنظيمه ويستند هذا النمط من الاداره التعليمية إلى أسس مستمده من الدستور الفرنسي .

فالبرلمان الفرنسي يمارس وهو أعلى سلطه تشريعيه في فرنسا بعض أشكال الرقابة المباشره على التعليم وذلك من خلال:

* إصدار القوانين التعليمية التي تحدد المبادئ العامة للسياسة التعليمية مثل تكافؤ الفرص التعليمية ورفع سن إنهاء الدراسة بالتعليم الإلزامي .

* اعتماد ميزانيه التعليم كجزء من الميزانية العامة للدولة وقد يؤدى ذلك إلى مناقشات مستفيضة حول مشكلات التعليم

* إبطال ما يصدره وزير التعليم من قرارات وقد يستغرق ذلك زمن طويل تطول فيه المداولات والمناقشات في الوقت نفسه تكون قرارات الوزير موضع التنفيذ

* و يختص وزير التربية القومية باداره جميع الجهات التعليمية المدرسية ولإعداد سياسة الوزير وتنفيذها يساعده هيئات استشاريه : المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للمناهج و مجموعه إدارات وخدمات ومكاتب تشكل الاداره المركزية لوزارته

الاداره المركزية في وزاره التربية القومية تتكون الاداره المركزية لوزارة التربية القومية من تسع إدارات وهى:

* إدارة المدرسة الابتدائية

* إدارة المدرسة الثانوية والاعداديه

* إدارة شؤون المعلمين في المدارس الثانوية والاعداديه

* إدارة الأعمال العامة الدولية والتعاون

* إدارة شؤون الادارين الخاصة بالعمال والمستخدمين

* الإدارة العامة للتمويل والإشراف الادارى

* ادارةالتقييم والرؤية المستقبلية

* إدارة هيئات التوجيه والإدارة

* إدراة الأعلام والتكنولوجيا الحديثة

الاجهزه الاستشارية الرئيسية هي:

*المجلس الأعلى للتعليم: يتولى رئاسة هذا المجلس وزير التربية القومية من يمثله وهو يتكون من خمسه وتسعين عضو ويقدم هذا المجلس مقترحاته بشأن الموضوعات التالية :

_ أهداف الخدمة العامة للتعليم وعملها

_ التنظيمات المتصلة بالمناهج والامتحانات ومنح الدبلومات الدراسية

_ المسائل التي تهم المؤسسات الخاصة للتعليم الابتدائي والثانوي والفني • المسائل الخاصة باللوائح التي تهم هيئات العاملين بمؤسسات التعليم الخاص

_ جميع المسائل ذات الاهتمام القومي التي تخص التعليم

_ جميع المسائل التي يتناولها وزير التربية القومية

المجلس القومي للمناهج: يهتم هذا المجلس على وجه الخصوص بمراعاه الاستمراريه التربويه بين التعليم قبل الجامعى والتعليم الجامعى ويعمل على تحقيق التكامل بين التعليميين ويمكن للمجلس القومى للمناهج ان يلم بكل مشكلة فى مجال اختصاصه او يحاط علما من وزير التربية القومية او وزير التعليم العالى والبحث
_ المجلس القومى للتعليم العالى والبحث: ويختص المجلس القومى للتعليم العالى والبحث بالامور الاتيه:

_ اقتراح خطط التعليم العالى والبحث بالتعاون مع الهيئات المسؤله عن الخطط القوميه وذلك على اساس خطه التنميه طويله الاجل

_ ابداء الرأى فى ما يتعلق بتوزيع الدعم المالى والميزانيه بين الجامعات ومؤسسسات التعليم العالى

_ تقديم التوصيات والمقترحات الخاصه بإجراءات وشروط منح الدبلومات فى نطاق اختصاص وزاره التربيه ووضع الشروط العامه لمتابعه الدارسات العليا

اللجان الاستشارية المهنية مهامها:
تقرير الإطار العام للوظائف والأعمال التي يحتاجها سوق العمل وتقويمها
إعداد برامج التدريب وإجراءات التنفيذ المعاونة

**- الاداره التعليمية على المستوى الاقليميى:

1-الاكاديميات:

ويتمثل التنظيم الادارى لكل اكاديميه في فرنسا في ثلاث عناصر رئيسيه هي
الرئيس
الخدمات الاكاديميه
الأعضاء الاستشاريين
ويمثل رئيس الاكاديميه السلطة المركزية وزير التربية الوطنية في الاكاديميه ولذلك فهو مسؤول أمام الوزير عن كافه الخدمات التعليمية والثقافية التي تقع في اختصاص وزاره التربية القومية

المجلس للتعليم العالي والبحوث:

مهامه: التخطيط لمستقبل التعليم العالي فى الإقليم والتنسيق بين المؤسسات المختلفة
يعمل المجلس كحلقه اتصال بين الجامعه ومؤسسات البحث العلمى المستقلة والهيئات المهتمه بالتنميه الاقليميه
*المجلس الاكاديميى:
مهامه: يقدم المجلس للوزير تقرير سنويا عن المدارس الثانويه بالاكاديميه ومناقشه المشكلات الناجمه عن تطبيق اللوائح والقوانين المركزيه يعمل المجلس كمحكمه تأديبيه اداريه تختص بالمعلمين بالمدارس الثانويه العامه والخاصه وللمجلس سلطات فصل المعلمين او وقفهم عن العمل غير ان المعلمين يستطيعون التظلم من قراراته امام المجلس الاعلى للتعليم القومى

*لجنه الاكاديميه للخريطة المدرسية مهامها :
تقديم المشورة فيما يتعلق في بناء المدارس الثانوية و توزيعها على المناطق المختلفة .

تنسيق برامج بناء المدارس وتحديد الأولويات لهذه البرامج
2- المراقبات التعليمية بالأكاديميات: يعد مراقب التعليم الاقليمى في فرنسا حلقه وصل بين رئيس الاكاديميه وادارة المدارس التي تقه في نطاق هذه الاكاديميه كما يقوم مراقب التعليم بعرض نتائج إعماله على رئيس الاكاديميه
3-ادارة الأقسام التعليمية: رئيس قسم التعليم في فرنسا يحقق اتصال مباشر مع السلطات التعليمية الأعلى ويسهم إسهامه فعالا في تحقيق الربط بين الاداره المدرسية والاداره التعليمية المركزية
ج-الاداره التعليمية على المستوى المحلى: تعد الكوميونات القاعدة الاساسيه للامركزية الاداريه في النظام الفرنسي لأنها تعبر عن واقع اجتماعي واقتصادي وتاريخي وتشاركي في صياغة السياسة التربوية على المستوى القومي كما أنها تعمل على تنفيذ هذه السياسة باتصالها المباشر بمديري المدارس والمعلمين وكافه العاملين بالمؤسسات التعليمية بصفه عامه كما تتحمل الأعباء القانونية والمادية للمدارس.

يتكون نظام التعليم الفر نسى من المراحل التالية:

* مرحله دور الحضانة : مدتها أربع سنوات من سن السنتين حتى السادسة وهى مرحله اختياريه ولا تدخل ضمن سنوات الإلزام

* المرحلة الابتدائية أو الاوليه: ومده الدراسة فيها خمس سنوات منذ سن السادسة حتى الحادية عشر وبعدها ينتقل التلميذ إلى التعليم الثانوي وهنا يمكن تقسيم المرحلة الابتدائية إلى ثلاث أقسام :

القسم التمهيدي من سن 6-7 سنوات

القسم الأول من سن 7-9سنوات

_ القسم المتوسط من سن 9-11 سنوات

** المرحلة الثانوية: بعد انتهاء المرحلة الابتدائية يتقدم التلاميذ لمواصله دراساتهم في المرحلة الثانوية ومدتها 7 سنوات من 11-18 سنه لكنها مقسمه إلى مرحلتين:

أ-مرحله التعليم الثانوي الأدنى:مدتها 4 سنوات من سن 11-15 سنه ويقبل بهذه المرحلة كل الأطفال الذين انهو المرحلة الابتدائية والتعليم لهذه المرحلة وهناك نوعان رئيسان من المدارس للتعليم الثانوي الأدنى احدهما يعرف باسم كلوليج التعليم الثانوي والثاني يعرف كوليج التعليم العالي

ب- مرحله التعليم الثانوي الأعلى: • مدتها ثلاث سنوات من سن 15-18 هناك نوعان من التعليم الثانوي الأعلى :
- ذو المدى الطويل ومدته 3 سنوات ويؤدى الى جميع أنواع البكالوريا(الشهادة الثانوية)

_ ذو المدى القصير ومدته لا تزيد عن سنتين ويؤدى الى دبلوم فى التدريب المهني الصناعى أو التجاري أو الزراعي

** العوامل والقوى المؤثرة في النظام التعليمي الفرنسي أولاً/ العوامل الدينيةتعد العوامل الدينية من العوامل المؤثرة على النظام التعليمي الفرنسي، ويمكن تقسيم الحديث عن أثر العوامل الدينية إلى قسمين:

دور الكنيسة الكاثوليكية والثورة الفرنسية (العلمانية)

1-دور الكنيسة الكاثوليكية:

ترجع الأصول الأولى لبداية التعليم في فرنسا إلى المدارس الدينية منذ القرن العاشر وامتدت حتى القرن السادس عشر، عندما قامت جماعة " جان باب تيست ديلاسال" الدينية بإنشاء أول مدرسة سنة 1684م عرفت باسم " الإخوة المسيحيين" وحذت الطوائف الدينية الأخرى حذوها، وفي المقابل وجدت مدارس علمانية بجوار المدارس الدينية وكان الصراع شديداً بين الدولة والكنيسة للسيطرة على النظام التعليمي، وسمح الملوك للكنيسة أن تسيطر على التعليم مقابل قيام الكنيسة بتلقين التلاميذ أن يكونوا خاضعين "للحق المقدس للملوك"

ثانياً/ العوامل السكانية:

* بلغ عدد السكان في فرنسا خمس وستين مليون تقريبا وبذلك أضحى الشعب الفرنسي يمثل نسبة 13 % من سكان الاتحاد الأوروب ينظرا لزيادة السكان فقد زادت نفقات التعليم حيث ارتفعت في عام 2020، نفقات التعليم إلى 111,3 مليار يوروا، أي ما يعادل 7,1% من الناتج المحلي الخام و37,8% من ميزانية الدولة العامة.

تصل قيمة النفقات في قطاع التعليم إلى 1810 يوروا لكل فرد من السكان أو 6600 يوروا لكل طالب أو تلميذ.

*ثالثاً/ عامل اللغة ( الفرنكوفونية)وتعد الفرنسية اليوم من أكبر لغات التواصل على الكرة الأرضية. وإن كان يتم التحدث بها بقدر أقل من لغات أخرى كالصينية والهندية، إلا أنها تظل، مع اللغة الإنجليزية، اللغة الوحيدة التي لها حضورها في القارات الخمس جمعاء.وفي الأمم المتحدة، فتمثل اللغة الفرنسية واحدة من اللغتين المعتمدتين لعمل المنظمة، فضلاً عن كونها إحدى اللغتين الرسميتين المستخدمتين في اللجنة الأولمبية الدولية، واللغة العالمية الوحيدة المستخدمة في الخدمات البريدية الدولية، واللغة الأساسية في الاتحاد الإفريقي.وأضحى للغة الفرنسية حضور متزايد على شبكات الإنترنت.

رابعاً/ العوامل السياسية :
عندما نتحدث عن العوامل السياسية وأثرها على النظام التعليمي نتحدث عن دور نابليون في ذلك،فعندما تولى سدة الحكم كان التعليم مركزيا ويميل إلى تحقيق الوحدة القومية الديمقراطية فقام بتدعيم الطابع القومي للمدارس واصدر قانون سنة 1806م يجعل إدارة التعليم تخضع له مباشرة، وأكد في عام 1808م أن المدارس يجب أن تعلم الدين الكاثوليكي وأن تفرض الولاء للإمبراطور وأن تخرج مواطنين مخلصين للكنيسة والدولة والأسرة.

وقد اهتم نابليون بالتعليم الثانوي لتخريج موظفين مخلصين للعمل في الحكومة، لذا فقد أنشئت مدارس ثانوية هي مدارس الليسيه للمدن الكبيرة ومدارس الكوليج للكوميونات الصغيرة، حيث أن مدارس الليسيه يتعلم بها أبناء الطبقة الراقية.

خامساً/ العوامل الاقتصادية:

التقدم الاقتصادي في فرنسا ساهم في رفع جودة التعليم، فوضع فرنسا التنافسي مع الدول الأخرى أثر في تزايد مستوى تأهيل الأيدي العاملة والاستثمار المتزايد في التربية والتعليم، كما أن التقدم الاقتصادي أفرز بطالة لدى فئة الشباب الأقل تأهيلاً، لذا فتم الاتجاه للتعليم الإليكتروني لرفع مستوى مخرجات التعليم، ففرنسا تعد ثالث دول العالم في صناعة الخدمات المعلوماتية، لذا تم التركيز على تمويل وتجهيز المؤسسات التعليمية، وإنتاج البرمجيات التربوية وتدريب المعلمين عليها.

ونظراً لبرودة واعتدال الجو فتم تطبيق اليوم الكامل تبدأ الدراسة من الساعة (8.15-4.45) ومدة العام الدراسي 36 أسبوعا بما فيه الاختبارات الدراسية