Loading
مساعدة بحـــــث قائمة الاعضاء اشتراك بريدى جديد اليوم التسجيل ملف العضو الرئيسية
اسم العضو: كلمة السر:
حفظ كلمة السر تذكيرك بكلمة السر?


شبيك لبيك تى فى
 المنتديات
 صالون الثقافة والادب
 القصص والروايـات
 زهرة الثالوث
 اضافة موضوع  الرد على الموضوع
 اطبع الموضوع
|| Bookmark and Share ||
الكاتب Previous Topic الموضوع Next Topic  

عفروتة شبيك
مشرف ادارى

Egypt
81703 مشاركة

كتب فى :  - 30/07/2021 :  06:45:56  Show Profile





شبيك لبيك


بدأ كل شيء بسبب موت مفاجئ , جلب هذا الموت الحقد و الغضب على القلب و في هذه الأثناء مرت سنوات طويلة, طويلة جدا و قد كان قلب و روح الشاب ينبض بلا رحمة بمشاعر الدمار لدرجة أن هذه المشاعر أصبحت خطيرة بما يكفي لتقوم بقيادته الى حافة الهاوية
الذكرى الأكثر ايلاما من الماضي الجريح جعلته ينتزع كل الرحمة من قلبه , رماها و أغلق على صوت ضميره الصارخ في قبو بقفل أسود وفي كل مرة تتمرد فيه رحمته كان يتذكر تلك اللحظة و في نهاية ليلة مظلمة من دون نوم اتخذ قرارا مدكرا للعقل
اتخذ الرجل الشاب قرار العودة الى الأرض التي ينتمي اليها لأن كل شيء سوف يبدأ هناك مثلما انتهى قبل سنوات
و ميران كارامان خطته الخالية من العيوب التي أعدها لأجل الانتقام أصبحت جاهزة
في قلبه غضب أعمى و على لسانه قسم مدمر و قد حان الوقت لأجل إسكات هذا القلب المجنون الذي أراد التصفية , لكن سوف يتوجب عليه أن يحرق حياة بريئة حتى يبرد الغضب الذي بداخله , من هي تلك الروح ؟
ريان شان أوغلوا
"لدي سلام لهذه الليلة, أقسم أن هذه المدينة سوف تتذكر إسمي"
في بعض الأحيان يصبح الأنسان غريبا عن نفسه , أنفاسه و صوته و عيونه غريبة عنه و في تلك اللحظة لا يتعرف الانسان على قلبه في تلك اللحظة التي جاء فيها أمام المرآة
في تلك اللحظة كان عالقا تحت الذكريات القذرة جسدا بدون روح دم مجنون و قلب غاضب مع مشاعر مشوشة و تلك السنوات التي سرقت منه من أجل لا شيء لقد تم تمزيق كفولته من طرفهم بدون أي رحمة لذلك فإن قلبه القاسي المجنون في أسر كراهية هائلة لم يندم على القرار الذي اتخذه و كان عليه ان يختار طريقا بنفسه , أن يرضي ذلك الجامب الذي سحترق رغبة في العدالة و يسلك طريق الإنتقام أو كما كان يفعل لسنوات طويلة سوف يواصل القاء كراهيته على كراهية أخرى
لقد اختار بالفعل و سوف يعطي حياته لأجل هذا الانتقام , الخلل في الميزان و سوف يحقق العدالة بيديه
لقد شكك كثيرا في هذا الإختيار و فكر كثيرا حول أي نوع من الرجال قد أصبح لكن لم يصل الى أي نتيجة و كل ما يعرفه أنه لم يكن رجلا جيدا لكن في الحقيقة لم يكن مهتما بالوضع ففي النهاية لا يمكن لأحد أن يبقى متفائلا بعد حياة ضاعت بسبب تهور
لقد كانت آماله تتأرجع من على حبل المشنقة منذ سنوات
عندما انسكب المطر و تراكم على الطرق بدأت رياح قوية تهب و كل قطرة كانت تدعوا التالية الى الأرض , بعد ليلة بالغة الحدة مشى دون أن يتهم أن المطر سوف يشتد , قطرات المطر افسدت شعره الرطب و قطرات أخرى تنزل على جبينه , أدرج ملامح الوجه الصالبة مع الحواجب المجعدة كالمعتاد مع خط رفيق في منتصف جبهته عندما يعبس فهو لم يكن يبتسم أبدا , لقد طرد الابتسامة من على شفتيه منذ وقت طويل
أسيرا للصمت يرافقه خطوات الأقدام و المطر الذي يهطل في الشارع و أفطار الحطام التي أحدثت ضجيج في عقله, هل يجب أن يكون متحمسا؟ , لم يكن يعرف شيئا
كان مثل الروح الميتة و كأنه لسي بداخله روح حسة و كأنه يمتلك شيئا واحدا فقط , جسد يتنفس...
كان هناك سعادة في الوصول الى هدفه لكن بدون سبب لا ينسجم مع ما بداخله و كأنها بدون طعم , كانت سعادة غريبة و مع ذلك كان هذا جيدا لرغبة روحه في التسوية منذ وقت طويل و الأن أمامه لعبة خطيرة لم تكن بريئة على الإطلاق لابد من لعبها و ميران كارامان كان على استعداد تام لأجل بدء هذه اللعبة
وضع كل شيء على خطة لا تشوبها شائبة و لم يكن هناك انتكاسة واحدة في كتابه ولم يكن هناك أي مجال للخطأ لقد كان القدر الذي رسمه بيديه هو , لا يوجد خطأ , لا يوجد عفو
مشى على جانب الطريق نحو سيارته , فتح الباب و تسلل بسرعة للداخل و أخذ نفس مرتجف و قد اقشعر جسمه المبلل بالمطر , كانت عيناه مثبتة عبى مرآة الرؤية الخلفية قبل بدء تشغيل المحرك و عيونه الزرقاء كانت تلمع حتى في الظلام
توقفت رحلته التي استمرت نصف ساعة أمام قصر رائع في ميديات و دون أن يخرج من السيارة أنزل زجاج نافذة السيارة و نظر الى هذا المعمار الحجري الرائع
الكراهية كانت أكبر نقطة ضعفه و كان يخبئها في أعماق روح ، لم يبعد عيناه لثانية واحدة عن القصر, لقد كره بشكل منفصل كل شخص يتنفس تحت ذلك السقف
أخذ نفس عميقا و ربت على لحيته القذرة بيد واحدة و في عيونه الزرقاء تبث الإنتقام و ابتسم قائلا : "لدي سلام لليل", ابتسامته كانت غر يبة عن شفاهه و فورا عاد لحالته القديمة
"دعنا نقول, هذه المدينة سوف تحفظ إسمي و كل ما سرق مني سوف استعيدة الألم بالألم"
كانت عيناه عالقة في غرفة بالطابق الثاني و الأضواء المحترقة على زجاج الغرفة أظهر ظل فتاة شابه, قال " و أخيرا", سكت ميران لأنه لم يكن من السهل الوصول الى هنا
"و أخيرا أنتِ لي"



عفروتة شبيك
مشرف ادارى

Egypt
81703 مشاركة

كتب فى :  - 30/07/2021 :  06:51:46  Show Profile
الفصل الثاني : الحلم
من ظلام الليل إلى فجر الصباح, و كأنها لم تكن هي التي تبكي كانت هناك فرحة مجنونة في قلبها الآن, آااه إنه القلب..., في بعض الأحيان كانت تتلوى مع صدى الضحك الطفولي و أحيانا في مخالب حسرة مؤلمة

حتى هذا العمر كان هناك دائما جانب مرير في حياة ريان, كانت طفولتها كانت ناقصة, ضحكتها دائما فيها قهر, ذات مرة حتى حبها كان ناقصا, سرقت طفولتها بدون أب و سرق شبابها بحب كاذب

مع ذلك الجراح التي فتحها الحب الخادع يضمها الأن واحدة تلو الأخرى, مهما قاومت ريان, كان هناك قسم أنها لن تسامح لكن لم تستطع التحكم في قلبها, كيف يمكن ألا تفعل؟, كانت تحبه لدرجة أن كل هزة تسبب بها تدمرت واحدة تلو الأخرى، تحبه لدرجة أنها بدأت تشفى

هل كان من الممكن أن تستسلم بعد الأن؟، أن يدير ظهره لها مرة أخرى، أن يحرق روحها مرة أخرى...، كان هذا مستحيلا

لم يمضي الكثير من الوقت حتى خرجت ريان، قالت لميران عند خروجها أنها سوف تذهب و تخبر الطبيب و تعود فورا، مع الحرص على عدم احداث أي ضوضاء، اغلقت الباب بهدوء و بخطوات سريعة، تنظر يمينا و يسارا ومع عدم الرضى لعدم رؤية شخص واحد، أسرعت بخطواتها، بدأ الممر الفارغ مخيفا بالنسبة لها، كيف يعقل أنه لا يوجد طبيب واحد؟

"ألا يوجد أحد؟"، قالت بصوت مرتفع فور خروجها من العناية المركزة، كان صوتها مرتفعا للغاية، لحسن الحظ أنه بعد لحظات قليلة من سؤالها قد خرج طبيب أمامها على بعد خطوات قليلة، ركضت الى تلك الجهة، كان قلبها ينبض بقوة لدرجة قد يخترق قفصها الصدري

"ماذا بك؟"، دون إضاعة الوقت أشارت وراءها للطبيب الذي سألها نحو الغرفة التي ينام فيها ميران، "لقد استيقظت ميران"، لم تكن تستطيع التنفس، ليس من الركض، بل من حماسها. لم تستطع حتى الأن تصديق ما حدث، حتى بالرغم من أنها تحدثت مع ميران لكن كل هذا كان كالمعجزة بالنسبة لها، "لقد فتح عينيه، أيها الطبيب"، همست مع شعور ن الحماس و الاندفاع، "لقد تحدث معي".

بينما كان الطبيب العجوز يتجه الى غرفة ميران دون اضاعة المزيد من الوقت، لم تعرف ريان ما الذي سوف تفعله بجسدها المرتجف من شدة الحماس، لقد كانت سعيدة لدرجة أنها قد تطير من السعادة، لكن فجأة وقع صمت بداخلها، كيف نسيت بسرعة ما تحدثت به مع والدها منذ ساعتين؟

بينما كانت تقف دون تحرك وراء الطبيب الذي اتجه الى الغرفة، سمعت أردا يناهديها، "ماذا يحدث يا ريان؟"، سألها أردا، نظرت ريان وراءها بعجلة وراءها الى الرجل الذي يقترب منها

"هل حدث شيء ما لميران؟"

كانت أيلول أيضا قادمة وراء أردا، على وجوههم كانت ملامح الخوف واضحة، في تلك اللحظة لم تستطع ريان أن تفرط فيهما، "لقد حدث"، قالت مبتسمة، فتح خديها مثل براعم الورد، صوتها غرد في ممرات المستشفى التي كانت بدون حياة

"لقد فتح ميران عينيه"

لقد مرت ساعة، كانت بطيئة جدا بالنسبة الى ريان، لقد قال الأطباء أن ميران بخير، كانوا يتحدثون بالفعل عن عدم وجود أي سبب لعدم فتح عينيه، كان كل شيء يسير على ما يرام، حتى أنه يمكنه أن يخرج بعد أيام قليلة، لم يكن هناك أي شيء يدعوا للقلق بخصوص صحته، لكن وفقا لريان لم يكن أي شيء يسير على مايرام، كان هناك ذئب يقضمها من الداخل و كان من المستحيل أن تبتسم ابتسامة حقيقة، كانت ممرات المستشفى تخنقها، و كأن جميع الجدران تأتي فوقها، كانت تكافح بإستمرار مع قسوة سر لا يمكنها البوح به، قبل أن يفتح ميران عينيه اعترفت ريان أنها حامل لكن اذا كان ميران قد سمعها و إن سمعها هل يتذكر الأمر، هذا لغز

"متى سوف يخرجون"، قالت و هي تشير بإصبعها نحو الغرفة، لأنه كان هناك رجال شرطة في الداخل منذ خمس دقائق، على الرغم من أن الجاني لم يكن معروفًا ، فقد كانت حالة محاولة قتل، كانت الشرطة تأخذ أقوال ميران، و أردا أيضا كان في الداخل، كانت ريان في حالة عصبية شديدة

"هنئيا لنا"، قالت السيدة نرجس، كانت تتحدث مع أحدهم على الهاتف، لأيام عديدة و أخيرا عادت الحياة الى وجه المرأة المسكينة، "أجل، أجل"، همست، "الحمد الله لقد فتح بني عينيه"، كانت الفرحة واضحة في عيونها مع كل كلمة تقولها، استندت أيلول رأسها على كتف أمها و هي تبتسم، كانت عيونهما ممتلئة، من الواضح أنه يحبونه حقا، ابتسمت ريان، وهل كان ميران شخصا لا يمكن أن تحبه؟

كان السيدة نرجس تنظر بعيدا و تنهدت، حتى لو كانت ريان لم تسامح هذه المرأة الا أنها كانت خالة ميران و كان يعطيها قيمة، كانت والدته أكثر من كونها خالته، لم تستطع ريان الاستمرار في عدم احترام هذه المرأة، لكن كانت هناك بعض الأشياء التي تتلاعب بعقلها، هذا السر المخيف الذي عرفته عن ماضي والدها كان يدفع حدود عقلها، ما مدى معرفة السيدة نرجس بهذا الماضي؟

اذا كانت تعرف عنه، كيف سمحت لكل هذا بأن يحدث؟، كيف سمحت لميران أن يكون عدوا لوالده الحقيقي دون أن يعرف ؟

في يوم من الأيام عندما تظهر الحقيقة، احتمالية عدم مسامحة ميران لهذه المرأة كانت تجمد دم ريان، لو كان بإمكانها فقط الذهاب و سؤال تلك المرأة بدل الجلوس فقط، كانت الصمت مؤلما لكن على ريان الصمت لمدة من لا تعرفها من الزمن

حتى ينطق هزار شان أوغلو بالحقيقة سوف تظل صامتة

بعد أن تحدث أردا مع الأطباء اتصل فورا بالسيد فاهيد، على الرغم من أنه لم يذهب الى المستشفى منذ أيام ليسأل عن حال ابن أخيه الا أنه لديه الحق ليعرف أنه بخير الأن، لم تستطع ريان أن تفهم ذلك الرجل ، فقط لأن ابن اخيه تزوج من ابنة عدوه أدار له ظهره بينما كان يكافح ليعيش

لقد وقع شك جديد في عقلها، على من أنها التقت بالسيد فاهيد مرتين فقط الا انها تجد أن كيفية تعامله مع ميران غريب جدا، يا ترى هل يعرف السيد فاهد الحقيقة؟، على الرغم من ذلك لم يكن ليقبل بميران كإبن أخيه، لم يكن العبء على أكتاف ريان بسبب وزن السر الذي عرفته فقط ، بل كان مؤلمًا معرفة الذكريات المروعة للماضي ، لم يكن الأمر بيدها ، و كأن ألما قد نزل على قلبها، الرجل الذي عرفته لسنوات على أنه والدها هو في الواقع والد ميران

الأن أصبح كل شيء أصعب مرتين

بينما كانت ذاهبة الى وهم الأفكار يد لمست كتفها أيقظتها، بينما وقع الجميع وراء همومهم تم نسي ريان في إحدى الزوايا، موقفها الصامت كان يفجع القلب، وقفت وحيدة و بدت منحنية لدرجة أن السيدة نرجس قد ألمها داخلها ، "لقد حفظ الله ميران لك يا إبنتي"، قالت المرأة بينما كانت تنظر الى ريان بعيون مبتسمة، "لك و لطفلك أيضا..."

رفعت ريان رأسها و ابتسمت لها، كان في داخلها حزن غريب و أيضا سعادة مثل طفل صغير، بكت بدون سبب حتى أنها لم تكن على علم بعيونها الممتلئة ، "ميران لا يعلم بعد"، قالت بهدوء، عندما يتم فتح موضوع الطفل كانت تتراجع دون سبب، على الرغم من أردا كان يمزح أحيانا بقوله أن ميران سوف يطير من الفرح لم ترغب ريان في أن تفرح دون أن تتأكد ، جلست السيدة نرجس بجانبها و ربتت على كتفها بمحبة ، كانت تستطيع أن ترى كم كانت ريان منزعجة من هذا الموضوع، "حسنا بنيتي"، قالت مبتسمة، "عندما تشعرين نفسك مستعدة و أن الوقت مناسب تخبرينه، لا تقلقي نحن لن نفتح أفواهنا"

لم يكن أحد ليخبر ميران لكن في هذا الموضوع لم تكن ريان تثق بأردا، "طبعا اذا لم ينفجر أردا"، عندما قالت ريان رفعت السيدة نرجس حواجبها، "هل وقع الأمر عليه يا عزيزتي؟"، قالت بغضب زائف، "لن يقول، لا تخافي، سوف أسحب أذنيه"، على الرغم من أنها لا تستطيع توقع ردة فعل ميران عندما يعرف الحقيقة أنه سيصبح أب لكنها تعرف أنها لن تكون سيئة، بالرغم من جونول كذبت على ميران كذبة بيضاء أنها حامل لأجل قياس ردة فعل ميران الا ان النتيجة كانت محبطة ، لقد جن جنون ميران ، لأن ميران قد حذر جونول عدة مرات أنه لا يريد أن يصبح أبا ، عندما تذكرت السيدة جونول تلك الأيام خيم الحزن على وجهها، كم أحبت جونول ميران...، لكنها لم تلقى الحب منه، في تلك اللحظة تذكرت أنها لم تتصل بجونول، نهضت من مكانها.

على الرغم من أن كل شيء إنتهى الا أنه كان من حقها أن تعرف عن وضع ميران الصحي ، بعد رحيل السيدة نرجس جاءت ايلول الى جانبها ، لقد بدأت ريان تحبها حقا و تعتبرها مثل أخت لها ، على الرغم من صداقتها مع جونول الا أنها أصبح متأكدة من طيبة قلبها، عندما شعرت ريان أن حلقها جاف ذهبت الى المقصف معا، بعد فترة جاءت اليف أيضا، بمجرد خروجها من الفصل و بسبب الأخبار التي تلقتها ذهبت الى المستشفى فورا، الآن كانوا يجلسون معا في المقصف.

عندما ظهر أردا عند الباب بعد بضع دقائق ، كان وجهه يبتسم ولكن عندما رأت أليف أردا ، لم تستطع أن دون أن تجعد ملامح وجهها، لم تعرف السبب لكنها كانت تنزعج من أردا، يبدو أن أردا لا يستلطفها كذلك لأنه كلما رآها قام بإيماءات سخيفة، عندما اقترب أردا من الطاولة حيث كانت الفتيات الثلاث جالسات ، قام بسحب كرسي وجلس وقال: "ميران نائم" ، دون أن يدع ريان تسأل أي شيء، "لديه بعض الألم لكن الطبيب قال أن هذا الوضع طبيعي، قال الطبيب ألا نزعجه".

أنزلت ريان يديها من على الطاولة ووضعتهما على ركتبيها بخيبة آمل، لم تكن مرتاحة على الإطلاق، كانت تريد أن تكون بجانب ميران في هذا الوقت لكن الطبيب لم يكن يسمح بذلك، "ماذا قال ميران للشرطة ؟"، سألت بتردد، هذه المشكلة سوف تتسبب في اصابتها بالجنون، بعد سؤال ريان قام أردا بأخد نفس عميق، بينما كانت نظرات اليف و أيلول عليه، في الحقيقة لقد قام ميران بتنبيه أردا عدة مرات حول هذا الموضوع قبل أن ينام، بعد إعطاءه شهادته للشرطة قام بتنبيه أردا أكثر من مرة، مهما حدث لا يريد أن تتدخل ريان بهذه المسألة، على الرغم من محاولتها عدم اظهار ذلك لكنه كان يعرف مدى حزنها بسبب هذه المسألة، يمكنه أن يكره عائلة شان أوغلوا بقدر ما يستطيع لكنه لن يجعل ريان تعرف عن مشاهره، لن يدعها تحزن أكثر

في شهادته قال ميران أنه لم يرى الشخص الذي أطلق عليه النار، و لم يشتكي على أزاد أو أي أحد، حتى لو كان أزاد أو هزار شان أوغلو قد أطلقوا النار عليه بالفعل ، فإنه لم يكن يفكر في إبلاغ الشرطة بذلك، لم يكن هناك حاجة للإعلان عن العداوة التي بينهما للعالم كله ، مع ذلك فإن كان أي أحد يقصد حياته كان يشك فورا بهزار شان أوغلوا، حتى أنه كان متأكدا جدا أن ذلك الرجل هو من أطلق النار عليه من وراء ظهره، ألم يكن هو من قتل والده منذ سنوات دون أن يرف له جفن؟، من قد يستطيع أن يتجرأ على هذا؟

من هو هذا العدو الذي سيقطع نفسه الذي يأخده غيره؟

"لقد قال أنه لم يرى من أطلق النار عليه"، قال أردا بصوت خافت، كان متوترا بشأن هذا الموضوع ، لسبب ما لم يثق بميران ويعتقد أنه هناك أشياء أخرى في تفكيره ، بعد كل شيء إنه ميران، يجعل الشيطان يرتدي حذاءه بالمقلوب، "لا تقلقي بشأن ذلك يا ريان، مهما يكون الشخص الذي أطلق النار عليه ميران لن يتركه"، بالرغم من كل تحذيرات ميران الا أن أردا أدلى بكلمات غير متناسقة مرة أخرى، كانت ريان منزعجة ، لم تعطي أيلول ردة فعل، لكن أليف عندما لاحظت ذلك ألقت بنظراتها الغاضبة على أردا، لماذا لا يستطيع أن يمسك حنجرته؟، كانت عائلة ريان هي من ذكر أنه لن يتركهم أبدًا، الا يمكنه أن يفكر قليلا؟

"لا"، قالت ريان وهي تحاول أن تبتسم لكنها لم تستطع، هذا الموضوع كان يزعجها لا إراديا، "ميران يعرف ما الذي سوف يفعله"، قالت وهي تنزل نظراتها، اليف التي لاحظت إنزعاج ريان من كلام أردا، دون أن تلفت الإنتباه قامت بالدعس على رجل أردا لكي لا يقول أي شيء أخر و يزعج ريان أكثر، تم حاولت ألا تظهر أنها من ضربته و التفتت الى الجهة الأخرى، تجعد وجه أردا أولا تم أدار وجهه الى اليف و نظر اليها بغضب

"لماذا ضربتي رجلي؟"

حدقت اليف في الهواء بغضب، لا ، هل لدى هذا الرجل نقص في الفهم يا ترى ؟، ألم يفهم حقاً لماذا كانت تركل ساقه؟ أم كان يدعي عدم فهمه، عبس آردا أكثر بينما كانت ريان وإيلول ينظران بعناية إلى الاثنين

"أنا أسألك"، قال أردا بغضب، لم يكن يفوت أي فرصة لكي يعاكس هذه الفتاة، وضعت اليف ذراعيها على الطاولة تم أسندت وجهها على يديها، "أنا أفكر"، قالت بينما كانت تنظر الى أردا، "هل أنت غبي يا ترى؟"

"ما الذي تقولينه ؟"، تغير وجهه أردا بالكامل لم يكن يتوقع إهانة كهذه، "أنت لا تعطيني مجالا لكي أفكر بشيء أخر"، قالت اليف وهي تلوح برأسها، اذا كان اردا لا يستطيع أن يمسك لسانه فإن اليف غير متزنة كذلك، لن تترد في إهانة أي أحد ، "أشك في قدرتك على الفهم"

"انظري يا إبنتي"، قال أردا وهو يضع ذراعيه على الطاولة مثل أليف، كانوا يتحدون بعضهم البعض رسميا، "مع ربع ذكائي ، أخرج فتيات مثلك من جيبي. هل تعتقدين نفسك ذكية؟"

"لا أعتقد"، قالت اليف ، "أنا كذلك أساسا"

"واضح، واضح..."، في الواقع كان أردا يتكيف مع كلمات اليف لكنه لم يستسلم، أيلول كانت قد فهمت الوضع، فهي تعرف أردا منذ مدة طويلة، أينما يتواجد ميران يكون أردا هناك، لذلك كانت دائما ترى أردا كأخ لها، و كانت تلك أول مرة ترى فيها أردا يتعامل مع فتاة ما بشكل مختلف، لم تستطع دون أن تبتسم

"لا أمل من التحدث معكم"، قالت وهي تقف ، و نظراتهم تحولت اليها، "لكن بما أن أخي قد استيقظ ولم تعد هناك أي مشكلة، يمكنني الذهاب الى المنزل لأنام قليلا، أليس كذلك؟"، كشرت وجهها بشكل مزعج، "رائحتي تفوح، أقسم، منذ أيام ارتدي نفس الثياب..."

هزت ريان رأسها كما لو كانت تقول أنت على حق، لم يغادروا المستشفى منذ أيام، لم يستطع أحد النوم أوالأكل بشكل صحيح، لحسن الحظ أن هذا العذاب سوف بنتهي عند خروج ميران من المستشفى

"أمي سوف تبقى هنا على أي حال"، قالت أيلول و هي تمسك معطفها، "سأعود مرة أخرى في وقت مبكر من صباح الغد"

"حسنا عزيزتي"، قالت ريان مبتسمة، لم يكن هناك أي داعي لمزيد من الحشود في المستشفى، بعد أن ودعت اليف و ريان غادرت أيلول المستشفى، ريان التي لاحظت نظرات أردا و أليف لبعضهم البعض فكرت أنه يجب عليها التدخل، "الجميع متعبون جدا"، عندما قالت بدأت تتساءل هل قالت ذلك بصوت خافت لأنه لا أحد قد انتبه لكلامها

كانت اليف تنظر الى أردا، و أردا كان ينظر الى اليف.

"أيلول محقة"، قالت و كأنها تصرخ، "ارتدي نفس الثياب منذ يومين، أريد تغييرها"، في الأخير أزاح أردا نظراته عن اليف و نظر الى ريان، "هيا لأخذك الى المنزل اذا وتغيري ثيابك"

"لا، لا داعي"، قامت بهز رأسها و كأنها تقول غير ممكن، "منذ ساعتين و أنا أنتظر استيقاظ ميران، لن أذهب الى أي مكان"، نظرت الى اليف تم ابتسمت بمحبة، "لكن يمكنك أن تأخذ اليف، تقوم بمرافقتها بينما تحظر لي بعض الثياب"، بينما اتسعت عيون اليف و هي تنظر الى ريان و تستعد لكي تعترض، ابتسم اردا وهو يسند ظهره الى الوراء و كأنه راض عن عرض ريان،

"ما الذي تقولينه يا ريان؟"، قالت الفتاة، "أنا لن أذهب مع هذا الأخرق الى أي مكان"، اهانة أخرى، بالرغم من أنها كانت كالقنبلة حاول أردا عدم اظهار ذلك، "في الأصل أنا الذي ينذهب معك الى أي مكان"ّ، قال بسرعة، "لا عمل لي مع الأطفال".

"عقل الرجل الذي يقول عني طفلة بالخامسة"

أليف لا تتراجع بأي شكل كان، و لا تترك أي فرصة دون أن تقوم برمي الكلام، عندما شعرت ريان أن النقاش سيعاد إشعاله، قررت تنفيذ سياسة الشفقة على الذات، لن تؤدي أي شخص اذا قامت بلعب دور صغير

"سامحكم الله"، قال بنبرة استياء و هي تضم ذراعيها، "لقد أتعامل مع ما يحدث هنا منذ أيام، و لأول مرة أطلب شيئا"، في الحقيقة لم تكن خدعة، كانت ريان محقة في كلامها، اليف التي شعرت بالذنب رأسها نحو ريان و هزت شفتيها بحزن، "أنا أسفة"، همست، "اذا اردتي ذلك بالتأكيد سوف أذهب و أحضرها"

ريان التي ابتسمت بسعادة لم تتنزل عن استياءها، "أجل هكذا"، همست، "لا تقوموا بإغضابي"

أردا الذي كان سعيدا بالوضع لم يظهر ذلك، وأخيرا سقط هذا الماعز العنيد في يديه، بينما هذه الفرصة تأتي حتى قدميه لأول مرة لن يقوم بتفويتها بكل تأكيد، "هل يعقل ذلك يا ريان"، تدخل قائلا، "كيف تقومين بتأمين صديقتك لرجل مثلي، لا قدر الله قد تجدينها طعنت خمسين مرة، و رميتها في القمامة"

تذكرت اليف اليوم الذي تناولت فيه العشاء في بيت السيدة صديقة، و عرض عليها أن يقوم بإيصالها عندما قالت له اليف نفس الكلام، و تعاملت معه بنفس الطريقة.

"ذلك ليس واضح"، قالت اليف، لا يبدو أنها تأثرت بإهانة اردا لها، "قد تنظر وتجد أنني فعلت نفس الشيء لك، يجب أن تخاف على نفسك"

"هذا يكفي"، همست ريان وهي تقف، "هل ستذهبون أم لا؟"، كانت غاضبة مرة أخرى، "هل سأنشغل بكم؟"

"حسنا، حسنا"، كان أردا يضحك أثناء النظر الى اليف، "سوف نذهب الأن"، دون أن تزيح نظراتها عن أردا وقفت اليف و اخدت معطفها، كانت ريان تحاول جاهدة ألا تضحك، اذا لم تخبر ميران عن مشاجرات هذان الإثنان سوف تنفجر، إنهم بالتأكدين معجبون ببعضهم البعض، هذا ما تعتقده ريان، و إلا لماذا يتقاتلون هكذا؟.

"سوف نعود بعد ساعة"، قالت اليف لريان، أخرج أردا مفاتح سيارته و وقف منتظرا، تحولت نظرة ريان إلى النوافذ الخارجية للمقصف، الجو كان مظلما، "كن حذرا"، هذا كل ما قالته، لأنه لا يبدو أن أليف ولا أردا يستمعون إليها. كانوا يسيرون بالفعل نحو باب الخروج من المقصف.

"تفضلي سيدة أليف"، قال أردا مبتسما بخبث، "أنا رجل نبيل، حتى لو كنت قاتلا محتملا ، أو مختطفا في نظرك".

هذا كان أخر ما سمعته ريان لأنه قد غادرا بالفعل، كانت إليف تقول شيئا لاردا قبل أن تغادر الباب، لم تستطع ريان أن تسمع ما هو ، لكنها تستطيع أن تخمن، ابنة خالتها و صديقتها المقربة اذا كانت تعرفها كل هذه السنوات فهي متأكدة مثل اسمها أنها معجبة بأردا

هناك رائحة حب في الهواء، همست داخلها، سارت نحو مخرج المقصف، جرت نفسها نحو انفاس الرجل الذي عرفته في هذه الأرض الأبدية، لقد اشتاقت الى ميران

"نعم"، قالت هذه المرة، "هناك حب في الهواء..."

بعد ثلاثة أيام

كان يفكر، لأنه عندما استيقظ لم يكن هناك أي شيء يستطيع فعله سوى التفكير، بالطبع تم تقسيم أفكاره إلى قسمين، بينما كان جانب واحد من عقله مليئًا بالخطط المستقبلية وأحلام المرأة التي يحبها ، احتضن الجانب الآخر الذكريات المخبأة في أدراج الماضي الصدئة، كان واضحا من حاول قتله، من قصد انهاء حياته

هزار شان أوغلوا

لم يعد يعرف كيف يتعامل مع شعور الكراهية و العدواة المتزايد داخله، لا يبدو أن هذه الهزيمة قد أزيلت، علاوة على ذلك ، لم يعرف أبدًا كيف يحمي ريان من هذا الرجل الغاضب ، الذي كان يحتفظ به ويخفيه داخله طوال الوقت، لا يمكنه أن ينسى ولا يمكنه أن يتجاهل، بدأ حربًا نعم ، على الرغم من أنه هزم الآن ، إلا أنه سيقاوم حتى النهاية، لم ينتهي شيء بعد كل شيء، لم يكن هناك طريقة، كانت الكراهية لا تزال عدوه الخبيث الذي سمم دمه

في الأصل كل شيء يبدأ الأن.

استعاد ميران كارمان صحته التي فقدها لفترة قصيرة، لم يكن هناك أي ضرر آخر غير جرح الرصاص المرئي في جسده، لو كان الأمر بيده لكان وقف على رجليه وأخد ريان و ذهب وبعيدا من هنا، لكن الطبيب لا يسمح له بذلك، لقد قال انه يجب أن يبقى في المستشفى ليومين أخرين، الرجل الشاب مجبور على التحمل، لقد كان يلاحظ بعض الأشياء، السبب الوحيد للهدوء الذي شعر به لم يكن بسبب السعادة فقط، خصوصا غضبه

قام ميران بالتجهم في تلك اللحظة عندما ظهرت تلك الأفكار، الشيء الذي دفعه لفتح عيونه قبل أيام و أعاده الى الحياة كان صوت ريان، لقد سمعها تقول شيئا لكن لم يستطع أن يتذكر ما هو، مهما فكر لا يستطيع التذكر، لقد فكر لعدة أيام ، ولكن دون جدوى ، بهذه الطريقة ، على الرغم من تعافيه، كان الشيء الرئيسي الذي قاده إلى الاستيقاظ هو حلمه، على الرغم من أنه كان يفكر في ذلك طوال الوقت لكن لم يستطع تذكر ما رآه

لقد كان يكره ذلك

أجبر عقله، أخرة مرة كان في ظلام دامس، لا يعرف الى أين يتجه، كان عاجزا و متعب، في تلك الأعماق سمع صوت ريان و كانت هناك يد أمسكت يده، ببطئ رافق تلك اليد التي لا يعرف لمن تكون الى المكان الذي كانت تأخذه اليه، ثم فتح باب ببطئ و انتشر ضوء باهر مكان الظلام، كانت اليد التي تمسك بيده تغادر وأراد ميران الإمساك بها مرة أخرى، و في تلك اللحظة لمست يده بطن ريان، هربت دمعة من بين رموشه دون إذن منه و إختلطت مع لحيته

في تلك اللحظة ذهل ميران كمن تلقى صفعة، ببطء ذلك الإحتمال استحود على عقله بالكامل، اتسعت عيون المحيط دهشة بينما فكر بذلك، هل يمكن شيء كهذا؟

منذ اليوم الذي استيقظ أصبح مثل أحجية الصور المقطوعة، لم تتحد قطعها، شبه كاملة في ذهنه، في حين أن كلمات ريان التي لا يستطيع تذكرها كانت ترن في أذنيه ، حمل دماغه معنى في هذه الكلمات، الحلم الذي رآه، تلك اليد مدت اليه، تلك الخطوات التي قادته من الظلام نحو النور، تم عندما أراد امساك تلك اليد مجددا، وقعت على بطن ريان

هذا الاحتمال كان كافيا لتجميد دمه، و الدهشة كانت واضحة على وجهه، هل يمكن أن يكون هناك تفسير آخر لكل هذا؟، أم أن ميران قد أصيب بالجنون؟، هز رأسه بسرعة، كانت هناك طريقة واحدة لمعرفة الحقيقة، التحدث مع ريان.

لم يكن يعرف عدد الدقائق التي مرت ، لكنه طلب من الممرضة التي دخلت غرفته مناداة ريان، دون أن يمر الكثير من الوقت جاءت ريان، فهم ميران أن ريان التي جاءت عندما فتح الباب ببطئ و انتشرت رائحة الورد في الداخل

من غيرها يمكن أن تفوح منه رائحة هادئة؟

أثناء اتخادها خطوات خجلة نحوه مع نظرات قلق، لم يتحمل ميران و رفع اصبعه، بعد كل شيء فهو رجل غير صبور، "تعالي الى جانبي"، قال بعجلة، وضع اصبعه المعلقة في الهواء على حافة السرير، "إجلسي هنا".

لقد مرت ثلاثة أيام منذ استيقاظ ميران وخلال تلك الفترة لم يحدث أي شيء غير عادي، ريان لم تخبر بعد ميران حقيقة أنه سوف يصبح أب، لم يكن هناك أي خبر من الشرطة أيضا عن الشخص الذي أطلق النار على ميران، حتى عائلتها كانو هادئين، عاد الجميع الي المكان الذي ينتمي اليه، كان هناك صمت رهيب في الوسط ، وكان ريان في حالة عصبية شديدة بسبب ذلك، كانت تعتقد أن أشياء سيئة سوف تحدث، عندما جلست في المكان الذي أشار اليه ميران كان هناك خوف استحوذ على قلبها، مثلا لماذا استدعاها ميران فجأة؟، هل سيقول شيئا سيئا؟، هل يا ترى قد رآى الشخص الذي أطلق النار عليه و تذكره الأن ؟، لكن عندما كانت تفكر بكل هذا ميران همس في أذنها بسؤال مختلف كليا.

"قبل أن أفتح عيوني...، ربما ثواني، ربما قبل دقائق، سمعت صوتك، تم تشكيل ثقب قلق في منتصف حاجبي ميران، "ما الذي كنت تقولينه لي؟"

ريان أخدت نفس عميقا أولا، على الاقل لم تحدث الأشياء التي كانت خائفة منها لكن هذا لا يعني أن هذا الموضوع لا يزعجها، بما أن اللحظة قد جاءت سوف تقول كل شيء و تنهي هذا العذاب، لما تحمل لوحدها، لن تخفي هذه الحقيقة أكثر عن ميران، يوما بعد يوم كان ينمو بداخلها، روح ميران...، مع ذلك لم ترد أن تعترف فورا، لابد ان ميران تذكر شيئا بما أنه سألها هذا السؤال كما أن الشك كان واضحا في عيونه.

"لا أتذكر"، قامت بلوي شفتيها قبل أن تقول، سيكون من الممتع العبث مع ميران قليلا، الرد الذي أعطته سوف يغضب الرجل الذي يجلس أمامها، رفع حواجبيه فجأة، "ماذا يعني لا أتذكر"، سأل ميران بعبوس

"لا أتذكر يا ميران"، قالت ريان مرة أخرى، هزت ذراعيها مثل طفلة صغيرة، في الواقع الأن كان يأتي في ذهنها كل حرف قالته، كيف يمكنها أن تنسى تلك الكلمات؟

همس ميران بنفاذ صبر، "هل كنت تقولين لي شيئا"، قال بصوت مرتجف،"لقد سمعت كل شيئ، لكن لا أتذكر يا ريان..."، بعد أن مد يديه و حبس يد رياه بين راحتي يديه حدق بعيون الغراب تلك.

"لكن ثقي بي، مهما كان ما قلته أنا بحاجة لسماعه لدرجة..."، أصبحت رموشه مبللة عندما تنهد بنفس عميق، هذا ما لم تستطع ريان تحمله، لم تستطع تحمل النظرات الممتلئة بالدموع لهذا الرجل الذي كان أفضل هدية من ذلك الماضي المشتعل، كان ميران جرح ريان، كان السم، لكن الأهم كان العلاج، انزلت كتفيها أولا مثل طفلة صغيرة، ثم سقطت عيونها في الفراغ، كانت شفاهها تهتز بسبب تأثير رغبتها في البكاء، في تلك الحالة لم يكن هناك أي اختلاف بينها و بين طفلة صغيرة، لم يستطع ميران أيضا تحمل رؤيتها هكذا، كيف أمكنه كسرها هكذا بدون اي شفقة؟

في النهاية لم يتحمل ميران، "هيا أخبريني"، قال ميران محاولا الحفاظ على صوته بشكل تابث بينما يمسك بوجه ريان الطفولي بين راحة يديه، "أخبريني عن معنى الحلم الذي رأيته"

عندما نظرت اليه ريان بدهشة بدأ ميران بالحديث بحماس، "كان الظلام في كل مكان ولم تكن لدي أي فكرة أين أنا، أنت الذي جعلني أسمع صوتك من تلك الظلمة، أردت الوصول اليك، لكن لم أعرف كيف، لقد استنفدت كل الطرق التي يمكنني من خلالها المشي اليك، ربما لم يكن لدي الحق، لا أعرف لكن يدا أمسكت بيدي، لم أرى من كان، تلك اليد أحضرتني اليك، بعد ذلك أرادت أن ترحل و في تلك اللحظة عندما أردت أن أمسك تلك اليد مجددا لمست بطنك".

دون أن تقول أي شيء غرقت ريان في شرودها، كانت مشتتة لدرجة أنها لم تربح معركتها ضد البكاء، سقطت دمعة في عينها اليسرى

كان ميران ينتظر تعليقا أو إجابة لأنه لم يعد يستطيع تمييز ما يحدث، "لقد رأيت أجمل حلم في حياتي"، قال ميران بحماس، "أخبريني"، كان قلبه يصرخ، "من الذي مد يده لي؟، من الذي أحضرني اليك؟،"، أمسكت ريان يد ميران و وضعتها على بطنها وهي تبتسم مع عيون ممتلئة، استطاعت أن ترى كم كان ميران متحمسا، همست بهدوء عندما كانت يد الرجل الذي تحبه فوق بطنها

"هو الذي أحضرك الي"

دهشة طويلة استبدلت بحماس جنوني، عندما ارتجفت شفتاه ، تحولت الإمكانية في ذهنه إلى حقيقة التي صبت من شفاه المرأة التي يحبها، أراد أن يدفع كل شيء جانباً ويبكي، لم يهتم بأي شيء، على الرغم من تحذيرات ريان عندما وقف من سريره، انحنى وركع

مد يديه المرتجفة مجددا نحو ريان، لمس بخوف تلك الهدية التي منحت له، أي لطف هذا؟، في الوقت الحالي كان ميران في حساب مكثف مع نفسه لدرجة أنه و كأن ريان لم تكن موجودة

"لقد أصبحت أم"، قال بصوت حزين، كان يلمس بطن ريان بدهشة، لم يستطع أن يزيل عينيه من هناك، مشاعر محاصرة، ليلة دمرها الإنتقام كان يمكن معاقبتها، و ليس مكافأة، ولكن على الرغم من كل ألم، الخالق كافأه، على الرغم من تلك الليلة المذنبة، تم تكريمه بأبوة، "لقد أصبحت عطر الورد خاصتي أم ولم تخبرني".

عندما أطلق ريان بكاء من القلب إتكأ برأسه على ركبتيها، لا يزال لا يصدق، يعيش حزن مليئا بالفرح في القمة، لم يكن غاضبا من ريان لأنها أخفت الأمر عنه ولا يمكن أن يكون غاضبا، كان مجددا غاضبا على نفسه فقط، كانت هذه أفضل لحظة في حياته، لم يكن يعرف كيف يصف مشاعره، قبل أن تمتلئ عينيه، سكب تلك الكلمات التي ستجعل ريان أسعد إمرأة في العالم

"لأكون فداءا لله الذي أعطاكم لي".


Go to Top of Page

عفروتة شبيك
مشرف ادارى

Egypt
81703 مشاركة

كتب فى :  - 30/07/2021 :  06:55:37  Show Profile

الفصل الثالث : معبد الألم
ماضيه الذي لم يستطع اقتلاعه و رميه كان الذي جعل حياته و قلبه يرتجف كل ليلة، كان هذا وضعه، كانت سنوات، لقد تركه الألم بالفعل لكن الحقد لم يخرج، كانت هنالك طريقة واحدة للتخلص من الذكريات التي تفوح منها رائحة الإنتحار و المخالب التي تحوم حول روحه، أن يعود بنفسه الى تلك الأراضي التي إعتقد أنها محرمة بعد سنوات، لأجل انهاء المعاناة التي في قلبه خلق الالاف الدمار في قلوب مختلفة.

الى أي مدى سيكون مفيدا، لم يكن يعرف، كانت هناك حقيقة واحدة فقط عرفها ميران في ذلك الوقت أن تصوراته كانت الباب لجميع الحقائق خارج هذا الواقع الزائف، لقد خطط بنفسه ، ونفى حياة بريئة إلى مصير مليء بالفخاخ، لقد كان خطأ في الأساس، لأن الأهم من ذلك كله أنه قام برحلة إلى قلبه وسقط في البئر التي حفره، كان يعلم أن الأحاسيس الواضحة التي جعلته يشعر بالندم تتشبث فجأة بحلقه.

لم يكن من الممكن حتى متابعة القصة التي بدأها معها بدونها

لا يعرف اذا كان سيرى أياما جميلة بعد الأن لكن بعد الأن في كل نفس يأخده، في كل ألم، كان هناك إمرأة بجانبه، في نفس الوقت سوف يكون بجانب تلك المرأة في كل نفس تأخذه، لقد قطع وعدا لها، مهما حدث لن تفترق ايديهم في السراء و الضراء، لقد قطع وعدا، يوما ما سوف تشرق الشمس لأجلهم.

كان ميران بعيدا عن منزله لفترة من الوقت كانت طويلة بالنسبة له، لقد كان سعيدا للغاية لأنه تخلص من سرير ذلك المستشفى الذي لم يحبه، من حسن الحظ أنه سوف يخرج اليوم، لقد ترك الأيام السيئة وراءه الأن.

على الرغم من الألم الصغير الذي شعر به عندما كان يرقد على سريره ، كان سعيدًا جدًا بحالته، كان وجهه يضحك منذ ذلك اليوم، لقد مر يومين على تلك الحقيقة الجميلة التي عرفها، يبتسم في كل مرة يتذكر، كانت الابتسامات على وجهه، لم يكن مخطئا كان هذا هو معنى حلمه سيكون لديهم طفل، بالرغم من كل تلك الأخطاء التي ارتكبها تمت مكافأته بهدية لا يمكن دفعها على الرغم من أنه يعتقد أنه لا يستحقها على الإطلاق

ريان لن تمنحه طفلا، بل سوف تمنحه الدنيا...

بقدر استطاعته عانقها ميران و دموعه كانت مرفوقة بدموعها، طبع قبلات لا تعد ولا تحصى على شعر المرأة، من الشفاه حيث تتراكم الالاف الصرخات، كانت هذه أخر دموعهم، كان قلب ميران يرفرف بفرح طفولي، لدرجة أنه نسي كل غفلته وكراهيته وغضبه لمدة يومين، غير معروف متى سوف يتذكر، كان أكثر من راضٍ، متى سوف يستيقظ الرجل المنتقم الذي بداخله؟، كان هناك شيء واحد يعرفه، لقد كان في راحة يد شر هذا العالم، شبع من الحزن و الأن هو جائع للحب.

يريد أن يجتمع مع طفله في أقرب وقت، لم يكن يعلم بوجوده لمدة ثلاثة أشهر، لقد انتظر لما يكفي، بشكل ما اقنع الطبيب و ذهب مع ريان الى القسم الذي يوجد فيه الطبيب النسائي، بالتأكيد منعه الطبيب من القوف على قدميه و المشي لكن مع ذلك و سواء كان على كرسي متحرك لم يمنعه من الطيران، لم يبعد عينيه عن ريان، كان يتمسك بحالتها المليئة بالسعادة و الخجل، يجد الحياة في تلك العيون و ينسى ما فعله بها

عندما دخلا عند الطبيبة و بدأ بإنتظار الموجات الصوتية لم يستطع ميران الوقوف مكانه من كثر الحماس، سوف يرى طفله لأول مرة لكن ريان سوف تراه للمرة الثانية، تذكرت المرة الأولى حزنت قليلا لأن مستقبلها كان مجهولا حينها، لكن لم يبقى أي أثر من ذلك الحزن الأن لأن ميران بجانبهما، لأن ميران عانق هذه الحقيقة بقوة، لأن ميران اعتني بطفلهما بشكل جيد، عندما سمعا معا صوت نبضات قلب الطفل ارتسمت السعادة على وجوههم وعندما قال الطبيب أن الطفل بصحة جيدة تضاعفت فرحتهما، و أيضا قام بتحضير لائحة طعام لريان.

انتهى عملهم عند الطبيب و كان عليهم العودة الى غرفة ميران لكن لم يتم الامر بشكل عادي، دون أن يكترت أردا أخد الكرسي الذي يجلس عليه ميران من يد الطبيب ليدفعه بسرعة بين أروقة المستشفى بينما نظرات الجميع عليهم، لم يهتما حتى بالطبيب الغاضب الذي كان يصرخ وراءهم، الخالة التي رأت حالتهم هذه كانت مصدومة و غاضبة بنفس الوقت لكن لم تستطع دون أن تبتسم، "هؤلاء أطفال، إنهم أطفال"، قالت ضاحكة

وضع ميران افكاره جانبا و نظر الى المرأة الواقفة جانبه، كانت خالته من أجل راحته تصر على أن تغطيه فنظر اليها بوجه عبوس، "لا تغطيني يا خالتي، انا لا أشعر بالبرد"،

وضعت السيدة نرجس وسادة وراء ظهر ميران و نظرت الي ابن اختها بغضب، "أنت أصمت، ليس لديك الحق في الكلام حتى تتعافى تماما"، ابتسم ميران قليلا لأنه يعرف كم أن خالته تكون عنيدة في مثل هذه المواضيع، "لا تبالغي يا خالتي، أنا مثل الفجل".(مصطلح يستعمله الأتراك للتعبير عن الحالة الجيدة)، لقد كان بالفعل بصحة جيدة و يا ليت خالته تفهم ذلك أيضا، "حتى الطبيب قال أنه يمكنك النهوض بعد بضعة أيام من الراحة".

رفعت السيدة نرجس حواجبها قدر الإمكان، "لم تمر بضعة أيام تلك بعد"، قالت وهي تجلس على حافة السرير و وضعت يديها على وجه ميران ثم داعبت لحيته الطويلة، لم يكفي الأمر بل قامت بطبع قبلات على خدوده، كانت تحبه كأنه طفل صغير و ليس رجلا كبيرا، كانت ريان تشاهد هذا المنظر من زاوية بينما ميران تحول لون وجهه خجلا

"بمجرد وقوفك على قدميك قم بحلق لحيتك أيها الفتى المجنون"، قالت بين ابتسامتها، "خالتي ماذا تفعلين؟..."، همس بصوت منخفض يمكن لخالته فقط أن تسمعه ثم نظر مبتسما الى ريان التي كانت تشاهدهما، "و أيضا أمام ريان...".

"ماذا هناك لو كانت ريان موجودة؟"، أدلت بتلك الكلمات بصوت مرتفع و كأن ميران لم يحذرها بهدوء، "أنا موجودة قبلها، و أيضا أنت بمثابة إبني، لقد كبرت على يدي و الخالة تعني نصف الأم، اذا لم تكن الأم موجودة فمباشرة الخالة تعني الأم"

بقي ميران جامدا أمام كلمات خالته، ماذا حدث لهذه المرأة؟، يبدو أنها تغيرت منذ أن تم إطلاق النار عليه، هل كانت ترتجف منه أم كانت تغار من ريان؟، أم أنها دخلت في دور الحماة؟

"على أي حال"، قالت المرأة و هي تنهض من السرير تدير ظهرها لميران، عندما التقت عيونها بريان غمزت لها وهي تتجه نحو باب الغرفة، "حسنا لأذهب و أفكر بطعام العشاء، معلوم هذا المساء سوف نكون كثيرين"، قالت مبتسمة و هي تغلق الباب وراءها متجهة الى المطبخ، أما ريان فقد كانت سعيدة من الأوضاع، لأول مرة يفوح هذا المنزل برائحة بيت حقيقي، لأول مرة عندما تنظر الى هذه الجدران لا تذكرها بجروحها، يبدو أن كل شيء يسير على مايرام، و الجراح تختفي واحدة تلو الأخرى

"ريان؟"، بعد أن اغلق الباب نظر ميران الى ريان، لقد كان يشعر، هذه الفتاة تخجل منه كثيرا، ليس منه فقط بل تخجل من الجميع حتى هذه المدينة التي تتواجد بها، لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لها، هي الان بعيدة عن المكان الذي ولدت و كبرت فيه، و في قصر لم تخرج رأسها منه حتى بينما الأن هي في بيت مختلف منذ أشهر، كما لو أن هذا لم يكن كافيا جعلها ميران تتذوق أكبر الآلام، لكنه يعرف ريان سوف تعتاد عليه وعلى هذه المدينة مع الوقت، فهو لن يسمح لها بأن تبتعد عنه.

عندما استدارت ريان و نظرت الى عيونه الزرقاء لاحظت أن ميران ينظر اليها مبتسما، لم يكن هناك أي داعي لكي يتكلم فنظراته كانت تعني "تعالي" بلغته، مع ذلك لم تستطع ريان دون أن تسأل، "هل هناك شيء تريده؟".

ليس لأنه يريد شيئا لكن سؤالها أسعده كثيرا، ان تفعل ريان شيئا لأجله كان جميلا جدا، مثل أي زوجين حقيقين لأن زواجهم لم يكن حقيقا، حتى أنهم حاليا ليسا متزوجين بشكل رسمي، غير معروف متى سيصبح زواجهم رسميا لكن الله يعرف أنه في عيون ميران لا توجد إمرأة أخرى غير ريان.

أرغم عقله على التفكير بطلب ما لكن من جهة أخرى لا يفرط بريان و لا يريد أن يتعبها، بينما لم يبعد عينيه عن تلك العيون السوداء التي تنظر اليه بحماس قام بإزحة الغطاء بسرعة، لقد كان البيت دافئ جدا، لقد شعر ميران بالحر، حينها أدرك أن الشيء الذي أشعره بالحر كان السترة التي يرتديها

"هذه السترة تزعجني كثيرا"، قال وهو يمسك ياقتها و جرها بإنزعاج، "هلا تحضرين لي قميصا من الخزانة و تساعديني في تغييرها؟"

هزت ريان رأسها و التفت تتجه الى الخرانة ببطئ، السرير الذي كانت عليه لوحدها في السابق الأن ينام عليه، هذا يعني أن هذا الزواج الكاذب سوف يتحول الى حقيقة، ريان قد سامحت ميران بالفعل وهذا ما يجب أن يحدث، فتحت الخزانة و ذهبت يدها نحو الرف الذي حفظته حيث توجد ثياب ميران، لأنها من رتبتهم هناك بيديها عندما كان ميران نائما في المستشفى، كانت ريان تبكي و هي تشم رائحة الثياب، عندما تذكرت تلك اللحظات تجمعت الدموع في عيونها لكنها تمالكت نفسها و طردت تلك الأفكار من عقلها، ميران الأن في جانبها بحالة جيدة و يتنفس، الباقي غير مهم.

أخدت ريان القميص بين يديها متجهة نحو ميران بينما خدودها تشتعل خجلا، لقد كان الجو فعلا ساخنا مثلما قال ميران أو ربما كلاهما كانا متحمسين و يتخدون سخونة الجو كحجة، جلست ريان في المكان الذي كانت تجلس فيه السيدة نرجس و قلبها بدأ ينبض بسرعة كبيرة، هل ستقوم الأن بتغيير ثياب ميران؟، اذا فكرنا بمنطق فلا يوجد وضع غير طبيعي لكنها كانت تخجل منه.

لأنهما الأن لا يختلفان عن شخصان غريبان يحبان بعضهما البعض بجنون، كل ليلة كانت أرواحهم متشابكة ببعض بتهور لكنهما كانا جسمان يتنفسان بشكل منفصل، عندما تركها ميران جعلها بعيدة عنه و أيضا محرمة، لم يترك فرصة لريان لكي تعتاد عليه لذلك كانت دائما تخجل منه، بينما كانت ريان تفكر في كل هذا لم تلاحظ أنها كانت تحدق في وجهه ميران، في الواقع ميران ليس لديه شكوى من هذا الوضع، لأنه يعرف أنه لن يشبع من مشاهدة هذا الوجه لساعات، كانت هناك خطوط للسلام في وجهها و عيونها كانت الإسم الأخر للحياة، ابتسم، يبدو أنه يحب حالتها هذه كثيرا، وجد نفسه ممسك بضفيرة شعرها يداعبها، قامت ريان بضفر شعرها اليوم، لكن الخصلات المتمردة هربت من ضفائرها ، مما أضاف مظهرًا مختلفًا لوجه الورود.

عندما مسحت الإبتسامة من شفاه ميران شيئا فشيئا و غرقت في الالام خالدة جاء الى عقله تلك الجروح، لقد جرح هذه المرأة كثيرا لدرجة أنه لا يعرف كيف سيعوض كل ذرة منها، علاوة على ذلك لقد كان خائفا أن يجرحها مجددا وهو يحاول تضميد جراحها، ماذا سيحدث اذا ارتكب خطأ ما دون قصد؟

"أنا خائف"، همس ميران، كان شعورا حقيقيا بعيدا عن الاحتيال، يريد أن يغرق كل شيء، المجد، ختم المال، الطموحات، الكراهية، الحقد، حتى الاعصيان، أول مدينة تركها كانت قلب هذه المرأة، كانت عيونها مثل القبر الذي دفن فيه روحه، "أنا خائف"، همس مرة اخرى، "أن تكوني الشعر و لا أكون شاعرك..."، سكت و أغمض عينيه و لم يكمل كلماته حتى، "ماذا لو لم أستطع منحك أحلامك؟".

في تلك اللحظة ابتمست ريان، "بعد الأن حتى لا يمكنك قتلي حتى إن أردت ذلك"، أنزلت كتفيها، "حتى في غيابك لم أستطع مفاومتك، دع كل المعاناة تأتي منك، أنا راضية"، أمسكت يده التي كانت على شعرها و ضغطت بها على شفتيها، "أنت كنت مشكلة بالنسبة لي لدرجة أن دوائي الوحيد في متناول يدك".

ظل ميران يحارب بين شعوره بالبكاء و الضحك، كان متردد للغاية، هذه المرأة الصغيرة الجميلة قد غيرت كل موازينه، عندما ينظر الى عينيها هناك شيء واحد متأكد منه، تلك الرصاصة لم تهدمه لكن ريان اذا ارادت يمكنها أن تهدمه بكلمة واحدة أو نظرة واحدة فقط

تماشيا مع الطلب اللاواعي الذي قدمه له جسده وصل الى شفتي ريان، أغمض عينيه و هو يضع أصابعه على رقبتها المشتعلة، كان تقبيلها شيئا جميلا لدرجة أنه لا يمكن لأي كلمة أن تصف ما يشعر به الأن، كان الأمر أشبه بالقدرة على التنفس حتى تنفجر الرئتان في قاع المحيط

عندما تمكنت ريان من التنفس في ثوانٍ، اندلعت النيران على خديها، كان الأمر مثل حلم في النهار، كان الحب شيئًا جميلًا ... جعل يديها ترتجف و ارتفعت قدميها عن الأرض، دون أن تعرف ماذا تفعل لا تزال عيونها على القميص الذي بين يديها

"كنا سنغير ثيابك"، قالت و هي ترفع نظراتها عن الأرض بصعوبة، كان ميران يبتسم لها بطريقة جميلة لدرجة يمكن أن تتسبب في موتها، كانت على وشك أن تفقد عقلها أو ربما فقدته

"نعم، نعم"، قال ميران و هو يحرك ذقنه بهدوء، عندما لمس سترته أحس أنه تعرق، "أقسم أنني أحترق"، قال ميران وهو يغمز لها لتحني بنظراتها الى الأرض، أم أن ميران يحاول أن يجعلها تخجل؟، دون أن تقول أي شيء ساعدته لكي ينزع سترته لكن ميران شعر بالألم

"هل يؤلمك؟"، قالت بقلق

"لا تابعي"

حاولت ريان أن تكون أكثر حذرا بينما يداها كانت ترتجف، كان الجزء الأصعب هو رفع ذراعيه، لحسن الحظ أنها نزعت سترته دون أن يحس بأي ألم أخر، و بالمثل ألبسته قميصه بعناية و أخذ ميران نفسا عميقا.

"هناك دنيا...، كنت على وشك الإنفجار"، بينما كانت ريان تطوي السترة كان ميران يراقبها لكنه شعر بالنوم، ربما لو نام قليلا لن يكون الأمر سيئا، اعتبارا من الغد سوف ينضم توقيت نومه، النوم وسط النهار ليس من عادات ميران، دون أن يبعد عنيه عن ريان "أشعر بالنعاس"، قال ميران فجأة، و الأن يريد أن تنيمه ريان، قبل أن يطلق النار عليه نام على ركبتي ريان لبضع مرات، حتى عمره هذا لم يحصل على نوم هادئ و مريح مثلما نام على ركبتيها، و الأن يريد أن ينام بنفس الطريقة.

وضعت ريان السترة جانبا تم نظرت الى ميران، "أنت نم الأن، سوف أنزل الى الأسفل"

نظر لها ميران برفض، "أريد النوم على كبتيك"، هزت ريان رأسها عندما عرفت أنه لا يوجد أي مهرب، في الحقيقة لم يكن لها نية أن ترفض طلبه، تحرك ميران الى الجانب الأخر لتجلس ريان مكانه و تنسد ظهرها على مقدمة السرير، أما ميران فقد تمدد على ركبتيها و تمسك بركبتيها مثل العادة

"أنا مثل طفل صغير، أليس كذلك؟"، قال ميران

"أنت كذلك"، قالت ريان مبتسمة، "في بعض الأحيان لا أستطيع أن أفرق الأصغر منا".

"هل تشتكين من هذا الوضع؟"

"أبدا"

"حسنا، هل تحبينني؟"

"بجنون"

الرجل الشاب الذي حصل على الجواب الذي يريده أغلق عينيه بإمتنان، لا توجد وسادة مريحة مثل الركبتين التي دفن رأسه فيهما، عندما بدأت أصابع ريان الناعمة تتجول بين شعر ميران غرقت شفاهه في الابتسامة

"و أنا أيضا أحبكم كثيرا يا ريان"، تمتم ميران بصوت نائم، وقبل أن يسلم نفسه للنوم تماما تمتم بإعتراف أخر، "رائحتك مثل الأم"

تابعت ريان مداعبة شعر الطفل الصغير على هيئة رجل كبير نائم على ركبتيها، بكل تأكيد هي أيضا لديها اعتراف، لكن ميران لن يسمعه مجددا، " و أنت الهاوية خاصتي"، همست له في اذنه

"أما أنا فتاة صغيرة، ليس لديها أجنحة وقعت في حب الهاوية"

بعد غرق ميران في نوم عميق وضغت ريان رأسه فوق الوسادة بحذر تم نهضت، في الأسفل كانت أيلول و السيدة نرجس ولم يكن من الصحيح تركهما لوحدهما، علاوة على ذلك سينضم أردا الى عشاء الليلة ويجب تحضير العشاء بسرعة، لكي لا توقظ ميران توجهت نحو باب الغرفة على أطراف أصابعها، التفتت تم نظرت الى وجهه حبيبها النائم لأخر مرة

كم هو جميل وهو نائم؟

أغلقت الباب بهدوء تم توجهت نحو الدرج، كانت تسمع صوت السيدة نرجس و أيلول من المطبخ، عندما وصلت الى أخر الدرج رن جرس الباب، من المحتمل أن القادم هو أردا، من يمكن أن يكون غيره؟، عندما رن الجرس خرجت أيلول متوجهة نحو الباب و عندما لمحت ريان عادت الى المطبخ، في الأصل لا أحد غير معروف يستطيع القدوم الى هذا البيت، علي لم يكن ليسمح بذلك، عندما فتحت ريان الباب مبتسمة ورأت الشخص الذي أمامها اختفت تلك الابتسامة من وجهها

القادم كان السيد فاهيد عم ميران.

نظر اليها الرجل بعبوس لم يكن يتوقع أن تكون هي من يفتح له الباب، نظر أولا الى ريان تم الى داخل البيت، عندما عاد بنظراته مرة أخرى الى ريان ودخل الى المنزل دون طلب الإذن حتى

"هذا يعني أنكم تعيشون هنا..."، كان صوته ساحقًا مثل نظراته، في تلك اللحظة شعرت ريان كأنه تم سحقها داخل راحة يد هذا الرجل، وقفت مكانها عاجزة و لم تستطع حتى أن تغلق الباب

"ريان من القادم؟"، عندما خرجت أيلول من المطبخ مجددا ورأت عم ميران عبس وجهها، هي و أمها لم تكن تحبان هذا الرجل أبدا، "لم تخبرنا بقدومك"، قالت أيلول بصوت ساخر

السيد فاهيد الذي لم يعرف الى أين يذهب بدأ يتجول داخل البيت تم عاد و نظر الى ايلول، "هل يجب على أخبركم أنني قادم الى بيت ابن أخي؟"، قال بتوبيخ

السيدة نرجس التي خرجت من المطبخ لترى من القادم في ذلك الوقت، فوجئت أيضا بوصول السيد فاهيد، بسرعة مسحت يديها بمنديل تم حاولت الابتسام بشكل كاذب، "مرحبا بك سيد فاهيد"

"على الأقل بعضكم يعرف الآداب"، حينها ضاقت عيون أيلول غضبا، أجل لقد كانت تعرف أن هذا الرجل لم يكن يحبهم مثلهم تماما لكن كان أخر شخص يجب أن يتحدث عن السلوك و الآداب، كانت على وشك قول شيء ما لكن والدتها أمسكتها من ذراعها في محاولة لإسكاتها

"تفضل الى الصالة"، قالت السيدة نرجس وهي تشير الصالة، دخل كلاهما بينما بقيت ريان متجمدة في مكانها، عندما لاحظت أيلول حالتها ركض اليها بسرعة أولا أغلقت الباب تم أمسكتها من كلا ذراعيها

"عودي الى وعيك يا ابنتي"، حدقت ريان بأيلول لكنها لم تجد أي كلمة لتقولها، "أعرف أنك خائفة منه كثيرا لكن لو سمع أخي بذلك هل تعملين كم سيكون غاضبا منك؟"

إستندت ريان على الحائط قرب الباب، نعم سيغضب كثيرا لكن ميران ليس بجانبها الأن هو الأن في الفوق نائم، لو قام هذا الرجل بقتلها الأن لن تسمع روح ميران حتى، و أجل هي فعلا تخاف من هذا الرجل، بينما هذا الرجل ينظر اليها بنظرات و كأنه سوف يقوم بخنقها في أي لحظة، كيف يمكنها أن لا تخاف؟

"هيا لندخل الى الداخل ولا تظهري أنك خائفة، كوني قوية"

لم تكن ريان تعرف اذا كانت سوف تنجح بذلك و مع ذلك ذهبت خلف أيلول، لأنها لم تفعل أي شيء يستدعي خوفها، علاوة على ذلك أن تكون إبنة عدو هذا الرجل لم يكن إختيارها، لماذا ستكون هي من يخاف و يهرب ؟

عند دخولها الى الصالة حرصت على إبقاء كتفيها منتصبة لكنها شعرت أن ركبتيها ترتجف، عندما وقفت بجانب أيلول لم تستطع أن ترفع نظرها عن الأرض، لكن النظرات المشمئزة لذلك الرجل كانت عليها، هي تعرف ذلك

"أين هو ميران؟"، سأل السيد فاهيد، كان هناك صمت غريب في الصالة، "انه يرتاح"، جاوبت السيدة نرجس، في تلك اللحظة تدخلت ريان ، "إنه نائم"، سمع الثلاثة النفس المضطرب الذي أطلقه السيد فاهيد، لم تكن ريان تنظر الى وجه الرجل، من يدري أي نوع من الإهانات سوف تتعرض لها الأن؟، آمل أن تتحملها

"هذا غير مقبول"، قال بنبرة باردة، "لم أعد أعرف ميران ، أخذ ابنة عدونا و أدخلها بيننا"، شعرت ريان أنها أصيبت برصاصة في دماغها ، لكن هذه كانت البداية فقط ، سوف تنكسر أجنحتها عما قريب

"و كأنه لم يكفي أن يسلط ابنته علينا بل حاول قتل ميران أيضا، ذلك الوغد شان أوغلوا، لكن ابن أخي الغبي ما يزال يبقي هذه الفتاة بقربه"

لثواني انقطع تنفس ريان، و كأن هناك يد تلتف حول رقبتها، لم تتعرض للضرب لكن الأمر كان كما لو أن أحدكم يقوم بركلها ليكسر جميع عظامها، روحها تؤلمها، كانت روحها تنزف، ألم يكن هذا الألم كثيرا؟، كيف سوف تتحمل هذا؟

"سيد فاهيد"، قالت السيدة نرجس بنبرة تحذير، لقد غضبت، "إنتبه الى كلامك من فضلك، هذه الفتاة لا ذنب لها"، لم يكن لدى السيد فاهيد أي نية أن يترك أي أحد ليتحدث، "لا ذنب لها أليس كذلك؟"، قال و كأنه يضحك، بينما وضعت أيلول يدها على ظهر ريان و كأنها تخبرها أن تتحمل، ارتفعت نبرة صوت السيد فاهيد مجددا

"أكبر ذنب لهذه الفتاة هو أنها لا تزال تجلس بيننا دون خجل رغم كل تلك الكلمات"

ضغضت ريان على أسنانها بقوة و كانت على وشك أن تكسر فكها، كانت فتاة قوية و صاحبة غرور، حتى هذا الوقت بإستثناء ميران لم تبكي أو تسحق أمام أي أحد، لن تبكي، لم تقم والدتها بتربيتها هكذا، لم يقم والدها بإذلالها أبدا، اذا من يكون هذا الرجل حتى يتفوه بمثل ذلك الكلام؟، اللعنة...لماذا لا تستطيع أن تفتح فهمها و قول كلمة واحدة لهذا الرجل؟

"عمي وحيد، الا تعتقد أن تتجاوز حدودك؟"، هذه المرة تدخلت أيلول، كان هناك ارتجاف في صوتها وكان واضحا أن تلك الكلمات قد جرحتها بقدر ما جرحت ريان، لأنها تعرف كم أن ريان شخص بريئ، و كم من الجراح... لم تستطع تحمل هذا الإدلال، "أنت لا تعرف شيئا"، قالت معارضة، "لا تتكلم عن ريان أكثر من ذلك"

الرجل لم يكن يسمع حتى، كانت الكراهية تسري في عروقه لدرجة أنه لم يكن يسمع أي كلمة صادقة، لم تتحرك عيناه على بعد ميل واحد من الفتاة التي كان يعرفها على انها ابنة العدو، و سرعان ما كان ينوي أن يضربها بكلماته للمرة الاخيرة، دون أن يعرف ما الذي سوف يحدث له.

"هناك شيء لا أفهمه، ريان شان اوغلوا"، كان صوته يفوح برائحة الإدلال، جلس جيدا في المقعد و أسند ظهره للوراء، بينما كانت ريان تحوم بنظراتها على الأرض، كان السيد فاهيد يستمتع بحالتها تلك و يستعد لضرب الأرض بكلماته

"ذلك الوغد الذي يكون والدك، كيف سمح أن تكوني عشيقة ؟"

أجل، الأن شعرت ريان كأنه تم إطلاق النار عليها، لم تكن تعرف ما الخطأ الذي ارتكبته حتى تتعرض لمثل هذه الإتهامات، لكن أذنيها لم تسمع هذا التشبيه المقزز لأول مرة، جونول أيضا اتهمتها بذلك و نهاية لذلك دخلت المستشفى، و لكن بماذا سوف يفيد ذلك؟، كان الجانب الآخر من الحياة وحشيًا.

كانت أيلول و السيدة نرجس تستعدان لمهاجمة السيد فاهيد بسبب كلماته المثيرة للإشمئزاز لكن صوت أخر سمع في الصالة

"أغرب من هنا"

كان هذا ميران، و الأن ميران يطرد الرجل الذي يظنه عمه من بيته، كان السيد فاهيد هو الوحيد الذي كان غير راضٍ عن كلماته عندما قام الجميع باستثناء ريان بتحويل نظراتهم إلى ميران ، الذي كان يقف أمام الباب، لم تتغير ملامح الرجل رغم أنه فوجئ بما سمعه، كان يتمنى أنه فهم بشكل خاطئ لكن ميران كان ينظر الى عينيه و كأنه سوف يقتله

"ما الذي تنتظره؟"، رفع حواجبه و كأنه يأمره، "قلت لك أن تغرب من هنا"، لقد كان ميران غاضبا لدرجة أنه قد يكسرعظام الرجل الذي يقف أمامه هو عمه الذي وضعه مكان والده لسنوات، حتى أنه كان يمسك نفسه بصعوبة لكي لا يفعل ذلك، لقد أخبر عمه عدة مرات، مرات عديدة ، مهما حدث، يحب ريان كثيرا و لن يستطيع العيش بدونها، لماذا لا يريد أن يفهم؟، بعد الأن ميران لن يشرح اي شيء لأي أحد، الأن سوف يتحدث اليهم باللغة التي يفهمونها.

انحنى ريان على الأرض عندما وقف السيد فاهيد عن المقعد الذي كان يجلس عليه، اذا لم تمسك نفسها سوف تسقط على ركبتيها و تغرق في البكاء، انها الأن تبكي في صمت و لا تريد لأي أحد و خاصة ذلك الرجل أن يراها، لا تريد التفكير حتى فيما سيفعله ذلك الرجل اذا عرف يوما ما أن ميران في الأصل واحد من عائلة شان أوغلوا

"أنت تفعل هذا بي"، قال وهو يستهدف ريان بإصبعه، "و أيضا لأجل هذه الفتاة"

"أبعد ذلك الإصبع عن ريان و أغرب من هنا"، كان ميران يضغط على أسنانه، لقد نفذ صبره، "لن أعيد كلامي مرة أخرى"

خرج السيد فاهيد مثل العاصفة و أغلق وراءه الباب بقوة، كانت ريان تبكي الأن ولا شيء سوف يستطيع أن يواسيها، لم تستطع لا السيدة نرجس أو أيلول أن تجد كلمة واحدة تستطيع أن تواسيها، في تلك اللحظة النظرة التي أخدتها السيدة نرجس من ميران أشارت الى أيلول لكي يخرجن من الصالة، الأن لا أحد غير ميران سيكون جيدا بالنسبة لريان

عندما غادرت خالته و ايلول الصالة أغلق ميران الباب و اتجه بخطواته تجاه ريان، على الرغم من أن الطبيب قال له أن يستريح دون أن يقف لبضعة أيام ، فإنه للأسف غير قادر على الامتثال لكلامه، على الرغم من أنه يتخذ خطوات بطيئة الا أن حرجه لم يكن يؤلمه لكن جروح الفتاة التي أمامه كانت تؤلمه.

"ريان..."، كان يشعر بألم لعدم وجود كلمة يقولها لها عندما جلس بجانبها ويداه تداعب شعرها، أليس هو من أوقع ريان بهذا الوضع؟، أليس هو من جعلها أضحوكة أمام الجميع؟، لقد كان هو بنفسه، و الأن لا يستطيع أن يمنع كلام الناس

"أنت تبكين"، همس ميران، كان صوته ضعيفا، "لا تفعلي، لا تقتليني"

بينما كانت ريان تميل رأسها و تستمر في البكاء تمنت لوتصبح طائرا، لو تصبح طائرا لتطير و ترحل بعيدا، أو تصبح غبارا و تختفي بعيدا عن الأعين، لماذا بعض الأشياء كانت مستحيلة؟

اختار ميران عناق المرأة التي لا يستطيع ميران الاقتراب منها بالكلمات، يقولون أن العناق يخفف من الألم، إذا كان يعلم أنه يستطيع أن يخفف كل آلامها عندما يعانقها ، فإنه بالتأكيد سيكسر أضلاعه

كان ميران يلعن نفسه عندما أحاط بذراعه على كتف ريان و أسند رأسها على صدره، لا شيء سوف يمر، حتى لو قالت ريان أنها سامحته هي في الحقيقة لن تسامحه، مهما مر من الوقت لن تنسى ما فعله بها، يقولون أن الوقت دواء الجرح، مهما يكن من قال هذا الكلام كان لديه بعض الكلمات البذيئة له أيضًا، كل شيء كذب، هناك حقيقة واحدة، قدره كبر في معبد الألم و هذه الأحزان لن تنتهي.

*****

ماردين

كل قلب محب يكون لديه حرج بالتأكيد، لأنه لا يلتئم أبدا و ينزف دائما، لكل قلب ذهاب، يذهب و لا يعود، قالوا أن معظم قصص الحب تنتهي بخيبة الأمل، ولم يكونوا على حق ، كانت القبور ميتة ، واستضافت المدن الحب المدفون في القلب ، الأيام والليالي، لقد كانو على حق، أغلق أزاد عيونه بإحكام...كانت يديه ترتعش الأن، كانت كراهيته لنفسه تزداد يوما بعد يوم لأنه لم يستطع أن يلزم قلبه حدوده و الذي كان يبحث دائما

لم يبدأ حبه حتى لكي ينتهي...، لم يدخل الحب على قلبه حتى، كيف سيذهب؟، كانت ريان دائما بعيدة بالنسبة له، ممنوعة دائما، كانت خطيئة...، في بيت رجل أخر، في قلب رجل أخر، عيونها تنظر اليه، يدها تمسك يديه، تضحك له، تحبه، كان يعذب روحه كل يوم و هو يفكر في هذا، ما الذي يجب عليه أن يفعله أكثر لكي ينسى؟، كان أزاد من أكثر السجناء عجزا المسجونين بين راحة يد الحب، كان حبه مثل مرض لا يستطيع التخلص منه ، مهما حارب سوف يهزم دائما، وجهه الذي لم يكن يضحك أبدا أصبح الأن يحمل الأحزان

لساعات لم يخرج من غرفته، عندما طرق باب غرفته لم يتحرك أزاد من مكانه، لا يريد رؤية أحد همه يكفيه أساسا، و أيضا موضوع إصابة ميران لا أحد يصدقه، يشعر و كأن الجميع في القصر يديرون وجوههم عنه، كان عليه أن يأخذ رأسه ولا يستدير مرة أخرى، اللعنة أن الأمر لا يحدث

"أخي؟"، فتح بدرهان الباب تم أدخل رأسه، عندما تحولت نظرة أزاد إلى بديرهان أدرك أنه لم يخسر شيئًا من غضبه، كان غاضبا من الجميع لكن بالأكثر كان غاضبا من بدرهان

"أعرف أنك غاضب مني"، قال بديرهان وهو يتسلل الى الداخل، أغلق الباب ببطء، "لكننا جميعا كنا متعبين ، كنا متوترين جدا، دون أن نريد كسرنا بعضنا البعض"

حاول أزاد تجاهل بدرهان لذلك تظاهر أنه نائم و أغلق عينيه، كان يسمع لكنه كان يتظاهر انه لم يسمع، "سامحني يا أخي"، قال بدرهان و هو يتراجع خطوة و يقف، "كنت المخطأ، أقبل بذلك"

"اذا أصمت و أخرج من غرفتي يا بدرهان"، كان عصبيا للغاية عندما وجه إصبعه نحو الباب، لكن بدرهان لم يكن ينوي الاستسلام

"الى متى سوف تتصرف بهذه الطريقة يا أخي؟، الى متى سوف نتظاهر بعدم رؤية بعضنا البعض و نحن تحت سقف واحد؟".

استيقظ أزاد من حيث استلقى و هو يتنفس بعمق عن طريق أنفه، بينما يحدق بنظراته اللاواعية في وجه بدرهان، "هل تسألني أنا يا هذا؟"، قال بصراخ، "جميعكم نظرتكم الى و كأنني القاتل، و الأن لأتظاهر بأنه لم يحدث اي شي، أليس كذلك؟".

"لم ينظر اليك أي أحد بتلك الطريقة، هل كنت حساسًا جدًا؟"

رفع أزاد حواجبه، "أنا لست حساسا أو ما شابه، لا تفسد أعصابي"

"اذا إنهض من مكانك و انزل الى الأسفل، نحن نتظرك على المائدة، و الا سوف أعتقد أنك تغضب مثل الفتاة"

عندما دعس بدرهان على عروق أزاد و غادر الغرفة استقام الشاب بغضب، كان بدرهان محق، لم يكن يتحدث مع أي أحد منذ عودته من اسطنبول بسبب حقده على ميران و ريان، من يدري ما الشائعات التي تدور من خلفه في هذا القصر، ربما اعتقدوا أنه كان بسبب حبه لريان، نهض أزاد من مكانه، لن يسمح لأي أحد أن يفكر بتلك الطريقة

عندما وجد نفسه في القاعة بعد دقائق و كما قال بدرهان رأى أن جميع أفراد العائلة يجلسون على طاولة الطعام، و لم يبدأ أي منهم بتناول الطعام، هذا يعني أنهم كانوا في انتظاره، كانت الحياة مستمرة إلى حد ما من حيث توقفت، كان القصر يهتز بإستمرار بسبب الأخبار التي تأتي من اسطنبول، أخبار عن أن حالة ميران الجيدة، أخبار عن خروج ميران من المستشفى...

عندما جلس أزاد في المكان المخصص له نظر الى والده، "و أخيرا شرفتنا يا سيد أزاد"

بدلا من الجواب أحنى رأسه و بدأت دلان بتقديم الطعام، أولا قامت بملئ طبق السيد جيهان تم السيد هزار، بعدها السيدة ديلال و السيدة زهرة، حتى ترتيب تقديم الطعام في هذا القصر كان من الكبير إلى الصغير، عندما جاء دور أزاد لم تستطع الفتاة منع يديها من الإرتجاف، وفقط هافين ووالدتها دلال يدركون هذا الوضع، لأنهم يعرفون مدى حب هذه الفتاة لأزاد

كان الاختلاف الوحيد هو أنه لم يكن أحد يعرف ما يعرفه دلال

عندما أخذت ديلان نفسًا عميقًا وسلمت طبق الطعام إلى أزاد أمسكه بشكل عشوائي دون رفع رأسه، و لم يلاحظ أنه بدلا من الطبق أخد يد ديلان في راحة يده، في حين أن هذا الاتصال لا يعني شيئا له لقد أفسد كامل توازن الفتاة الشابة، عندما تراجع أزاد بسرعة مدركًا أنه كان يمسك بيد ديلان، أدركت ديلان أيضًا أن أزاد كان يمسك الطبق فسحبت يدها، نتيجة لذلك وقع الطعام على الأرض

كانت السيدة دلال تفتح عينيها بشكل كبير وتحدق دون رغبة في تفويت هذه اللحظة، كانت ديلان متوثرة، "أنا اعتذر"، قالت بصوت منخفض

"حسنا ديلان لا بأس "، في الاصل أزاد لم تكن لديه شهية للأكل، عندما استدار أمامه و أخد طبق السلطة أخدت ديلان الطبق الى وقع على الأرض و خرجت راكضة من الصالة

"أنهضي يا فتاة و نظفي الأرض أنت أيضا"، نهضت هافين على مضض بكلمات من والدتها، "ليست ديلان من سيقوم بكل شيء، لمرة واحدة لا تجعليني أقولها انهضي و نظفي"، سرعان ما قامت ديلان وهافين بتنظيف المكان، أكملت ديلان الخدمة وبدأت في تناول الطعام، بينما كان الجميع يتناولون طعامهم بهدوء كان السيد هزال هو أول من كسر هذا الصمت، عاد الرجل الى ماردين لكن روحه بقيت في اسطنبول، و كأنه بقي مع ابنه الذي اجتمع معه بعد سنوات، مايزال عقله و تفكيره عند ميران و الأسوء من ذلك لا أحد يعرف سره غير والد أزاد السيد جيهان

" هل تحدثي اليوم مع ريان يا زهراء؟"، عندما سأل السيد هزال ابتسمت السيدة زهراء و هزت رأسها، "أجل لقد تحدثت معها، اليوم عادوا الى المنزل، كل شيء يسير على ما يرام"

الشيء الذي يتحدثون عنه و كأنه عادي هو ريان و بالخصوص ميران، ألا يعرف عمه كم أن هذا الموضوع يجرح أزاد حتى يتحدث عنه أمامه؟، الشهية التي لم تكن لديه تم تدميرها بالفعل و ترك الشوكة التي كان يضغط عليها، بالتأكيد السيدة دلال تلاحظ تغيير ابنها وهي أيضا لا تحب أن يتم الحديث عن ريان و ميران

في ذلك الوقت بالضبط ترك السيد هزار قنبلة جديدة في الوسط، يجب على الجميع أن يعرف هذا، بالأخص السيدة زهراء و أزاد، فرات أخبره أن ريان حامل، كان لدى السيدة زهرة حق في أن تعرف ذلك لأنها والدة ريان، ربما كانت ريان تشعر بالخجل و لم تخبر والدتها، و بالنسبة لأزاد...، مهما كان قد أنهى ريان في داخله الا أن السيد هزار يعرف أنه ما يزال يحمل القليلمن الآمل، و يريد أن من ذلك الآمل الصغير المتبقي في ابن أخيه أن يختفي.

"هناك شيء مهم يجب أن أخبركم به"، التفت أنظار الجميع نحوه، كان تفكير أزاد لا يزال في ميران و ريان و لذلك كان يبدو غير مهتم حتى نطق عمه بإسم ريان مجددا، "ربما ريان لم تخبركم بهذا"، عندما قال عمه ذلك التفت اليه أزاد، "ريان تنتظر طفلا"

هذا الخبر الذي قاد الجميع الى صدمة قصيرة المدى و بينما تحول الى فرحة حلوة في قلوب الجميع تحول الى حريق خطير في قلب أزاد، وأسقط الشوكة التي كان يضغط عليها بين راحة يده بصوت عال على الطبق الذي أمامه.

Go to Top of Page
  Previous Topic الموضوع Next Topic  
 اضافة موضوع  الرد على الموضوع
 اطبع الموضوع
|| Bookmark and Share ||
أذهب الى:
 

منتديات || دردشة || احدث الاخبار || الرياضة اليوم ||مجلة زووم || عالم المرأة || المطبخ العربى || للكبار فقط

دنيا ودين || القرأن الكريم || عمرو خالد || دليل المواقع || خدمات الموقع || خدمات حكومية || المراسلة وابلاغ انتهاك

|| Bookmark and Share