بعيدًا عن عصرنا هذا ما بعد الحداثة وبعيدًا عن الحداثة وعن عصر التنوير وعن النهضة وعن القرون المظلمة في عمق التاريخ وفي الإغريق ، في اليونان القديمة في يوم هادئ وفي عمق الطبيعة في فراغ فكري وجمود حسي سأل أحد الحكماء نفسه بعد سنوات من التأمل والتفكير ...
ما أصل الوجود ؟
هذا السؤال كان بمثابة الإنشطار الكبير في عقل الإنسان حيث بدأت نواة التفكير وبدأ العلم يبعث في عقل الإنسان ويدب فيه من أول خطوة وهي ماهية الوجود ! كان بمثابة السد الذي يحجز طوفان إندفاع ملايين الأسئلة في العقل البشري ،كل سؤال يبحث عن جواب وكل الجواب يفند بسؤال آخر في خواريزمية لا متناهية ومتاهة فكرية لم تعرف سبيلا للتوقف إلى يومنا هذا ، البحث المتكرر عن أجوبة للأسئلة كان مولد طلب العلم .
كان هذا الحكيم يحاول إيجاد حل لسؤاله هذا فأخذ البحث والسرح في الملكوت والطبيعة واقتاده إلى مصب النهر فوجد البحر فقال "العالم يأتي من المحيط ويذهب في المحيط" وأسس دراسة تقول أن المبدأ النظري الأول لإنطلاق الوجود هو الماء ... وهذا الحكيم كان إسمه طاليس. كان طاليس معلما يجتمع بتلامذته فقرر سؤالهم السؤال الوجودي وطرح جوابه ، فبداؤا بالبحث لإسقاط نظرية الماء التي لم تقنعهم فقال انكسيمانس الهواء الذي نستنشقه ونعيش فيه ويسبح فيه الطير هو أصل الوجود، ثم قال آخر إنها الارض التي نأكل منها ونعيش عليها هي أصل الوجود ثم قال الآخر النار... الهواء ، التراب ، الماء ، النار ، فاتحدوا أربعتهم وقالوا إن هذه العوامل هي أصل الوجود وأسموهما "السطقسات" وسميَّ هؤلاء الحكماء الأربع بالطبيعيين ...
أتى حينها انكسمندرس وكان أول إنسان يأتي بالنقد فانتقد معلمه طاليس والحكماء السطقساتين الطبيعين وقال أن أصل الوجود اللامحدودية ، وهذا مافتح الباب لأنكساغوراس ليقول أن ماقبله من الافكار لم تخرج من الطبيعة وتناسوا الانسان وأنشأ العلة الحركية واهتم كثيرا بالعقل ، ويشاع أن أول من أكتشف العقل البشري هو أنكساغوراس ...
"الحكماء السبع" كما أسماهم سقراط وهم : طاليس ، انكسمندرس ، انكسمانس ، انكساغوراس ، هيراقليدس ، بارمانيدس ، أنبالوقليدس .... واعتبرهم اول من إبتكر الفكر أو الحكمة أو صوفيا وأسماهم "محبين للحكمة" وبإنشاءه المايوتيقا الحوار التوليدي إنظم لمحبي الحكمة ، محبي صوفيا "الفيلو صوفيا" أو الفلاسفة ومن هنا بدأت الفلسفة